(البتقع من السما تتلقاها الواطة)، هكذا أصبحنا ننتظر مع إشراقة كل شمس جديدة ما تجود به علينا السماء من أخبار ومفاجآت في مختلف نواحي الحياة سياسيا، اقتصاديا، ثقافيا، فنيا واجتماعيا؛ وللأسف منذ زمان ليس بالقصير لم تجد لنا (الأخبار) بشيء سار على كافة الأصعدة المذكورة عاليه إلا فيما ندر!! ومن عجائب الشبكة العنكبوتية ومن حسناتها على الشعوب و(وبالها) على الحكام، ذلك الموقع المسمى (ويكيليكس) الذي يعتقد المتابع لأخباره المثيرة حد الدهشة أنه ما صُمم إلا ل(خراب بيوت) الحكوميين بنشر ثرثرتهم وفضائحهم وقطائعهم في بعضهم البعض و(قوالاتهم) وغسيلهم المتسخ على حبال الشبكة، لتمليك الشعوب حقائق ما تفعله حكوماتهم بهم وببعضهم البعض!! أسرار وأحاديث يمكن أن تذهب بقائلها ومن نُسبت إليه في (ستين داهية) والعالم يقرأ ما بين مصدق ومكذب، ولكن الأغلبية مصدقة لكل ما ينشر في ذلك الموقع الخطير الذي بات قبلة (للشامتين) من الشعوب في حكامهم الذين يفضحون بعضهم فيفتضح أمرهم من حيث لا يدرون ولا يحتسبون!! أخال أن المسؤولين الذين نُشرت أحاديثهم التي ظنوها ستكون في أمان الغرف المغلقة، هم الآن في قمة الحرج والارتباك، بل والخوف الشديد على مناصبهم وكراسيهم الوثيرة التي صارت تتأرجح من تحتهم ولا أحد يدري هل سترمي بهم أرضا أم أنهم يستطيعون الثبات من فوقها رغم (فتنة) ويكيليكس و(شماراتها) الحارقة جدا؟! المسؤولون السودانيون وهم في حضرة السلطة العظمى وهيبة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجدهم يهرفون بما يعرفون وما لا يعرفون و(يطرشون) ما في جوفهم من آراء ومعلومات وثرثرة وكأنهم (منومين) مغنطيسيا؛ ولا أدري هل توسموا خيرا في القيادة والدبلوماسية الأمريكية لدرجة أن ظنوا أن (أسرارهم) وما يتفوهون ويسرون به للأمريكان سيكون طي الكتمان وفي (بير) لا قرار له؟!! هل ظنوا أن الأمريكان يحفظون السر ويتعاملون مع اعترافاتهم الخطيرة تعامل (أصحاب أصحاب) و(أولاد الحلة)؟! ألم يدر بخلد واحد من أولئك المسؤولين الذين وردت أسماؤهم وتصريحاتهم الخطيرة في ذلك الموقع، أن الآلة الأمريكية التي قيل من قبل إن بإمكانها تصوير الرجل مع زوجته في غرفة نومهم من واشنطن بينما الرجل وامرأته في (أمبدة)؛ ستسجل أحاديثهم ولن تترك شاردة أو واردة لتمر مرور الكرام وأن تلك الأسرار لابد أنها ستخرج يوما طال الزمن أم قصر؟! أسماء مثل تلك التي ذكرها الموقع من المسؤولين الكبار هل افتقدت للحس الأمني والحصافة السياسية بحيث تكشف لأمريكا عن مواقفها وآرائها بكل تلك الجرأة أم أنها تتسم بكل هذه الشفافية والثقة في سعة صدر حكومتها لتقبل مثل تلك الصراحة والنقد والآراء القاطعة؟! على كل حال ما زال الموقع يواصل كشف (المستور) بلا توقف وما زلنا ننتظر ونرتقب نتائج تلك التصريحات و(القوالات) التي وردت بالموقع على مصائر قائليها ومستقبلهم السياسي، وإن غدا لناظره قريب!! و السر لو طلع من اتنين ببقى إعلان!!! نادية عثمان مختار مفاهيم - صحيفة الأخبار - 2011/9/20 [email protected]