ما بين اليقظة والصحيان أمارس بعضاً من «الضجة» والانتباه.. والمركبة العامة تعبر بي المسافات كأنني على قدم الاستدعاء من عالم آخر لا يمت للواقع بصلة وتتواتر الأسئلة إلى ذهني تباعاً من هؤلاء؟ وأنظر لإخوتي «الركاب» بشيء من الدهشة.. من هذا الرجل العجوز؟... من ذاك الحبشي الفارع؟.. من هذه الفتاة السمجة؟ ومن هذا الكمساري النتن كريه الرائحة؟... ومن ؟ ومن؟ وقبل أن استوعب أنني «فلانه الفلانية» وأنني في طريقي إلى المكان «الفلاني» أحس برأسي قد مال يساراً وثقل حتى أنني أخال أنه لا رابط يستطيع أن يرفعه وأن كل جسمي قد مال معه و اتكأ «شمالاً».. ولكن حالة الصراع التي تنتاب المركبة عندما يخرج أحد «الركاب» عن طور الهدوء ويلاسن ذلك الكمساري النتن .. تؤدي التأثير المطلوب ليقفز رأسي من ميلته إلى الاستقامة.. وباركوها يا جماعة وضميري يلعنهم جميعاً «الله يأذاكم..»الله يشتتكم». لسانا مقطوع: دائماً ما نفاخر بأن لنا ثروة حيوانية ضخمة وأنها تشكل صمام الأمان في توفير الأمن الغذائي وفائض الصادر.. ورغم تلك الحقائق تصبح لحومنا السودانية ضرباً من الأماني على موائدنا.. فقد فارقت أسعار اللحوم المنطق وأصبحت أشبه بالخيالات المريضة التي تحل علينا وتفرض أعراضها دلائلاً على تجاوز وهمة المرض حالة «الاحتضان» إلى الحالة «الأكلينكية».. المهم نطالب كل من له علاقة بقطاع الثروة الحيوانية أن يلتزم الصمت أو أن تقطع الجماهير «الكامنة» لسانه من جعجوعة.. ماذا يقولون «تعدادات وافرة.. مراعي طبيعية.. ميزة نسبية و.. و..»، طيب الله اللحوم غالية.. الإجابة بلا تردد أننا أدمنا الفشل في إيجاد أي إجابة صحيحة نؤطر بها ورقة امتحانات المواطنة والهوية والهوى وإسكات لغة البطون.. لكننا قادرون على تنكيس أعلام لغة الآخر والاحتمال.. وزجر التسامح والاندياح في تقاطعات التصلب والرأي الواحد.. قادرون على هزم الإنسان في مواضع إنسانيتة الصميمة .. قادرون على تكبيل إرادة التغيير.. ولكن يبقى كل ذلك إلى حين النظر والإفادة من كل هؤلاء الصامتين.. أو قل الأغلبية الصامته. آخر الكلام: تزدحم رؤوسنا بالثقيل والخفيف ونميل كما المراوح«(الاستاند» يمنة ويسرة.. ولكن عندما «تسخن الشغلة» نفوق كما الفجة واليقظة من الثبات العميق . مع محبتي للجميع.. سياج - آخر لحظة [email protected]