الأكيد أن الأندية الجماهيرية تجتذب مساحة كبيرة من اهتمام الناس محبين وكارهين وداعمين ومشككين، وهذه هي الكرة في كل أنحاء الدنيا وليس في السعودية وحدها، وأتذكر أنني كنت في الرياض يوم خسر ريال مدريد أمام تفاهم نادي النصر في اعتزال الأسطورة ماجد عبد الله وسألت رئيس الريال آنذاك رامون كالديرون عن مشاعره بعد الرباعية رغم أنها ودية واستعراضية، فرد علي بالحرف «المشكلة ليست في مشجعينا الذين قد يغفرون لنا، بل في شماتة مشجعي برشلونة وتعليقاتهم». والطبيعي في عالم الكرة أن المباريات الودية لا تعكس نهائيا حالة طرفيها مهما كانت نتيجتها، لمليون سبب معروف لدى كل من يفقه بكرة القدم، ولكننا في هذا الجزء من العالم نعطي الأمور أكبر من أحجامها الطبيعية فرحا وحزنا وتشاؤما وتفاؤلا، ربما لأننا نتحجج دائما أننا شعب عاطفي. والأكيد أن الفوز أو الخسارة في مباراة ودية بين طرفين غير متكافئين سيكونان بردي فعل مختلفين.. لهذا ترانا نتذكر بعد عشر سنوات وعشرين سنة وحتى أكثر فوز فرقنا على فرق ومنتخبات كبيرة، لأننا لا نلعب معهم دائما ولأن الفوز عليهم حتى لو في مباراة ودية يبقى أمرا للتاريخ والذكرى عكس الطرف الخاسر الذي لعب مباراة ودية كي يجرب ويحسن لياقة لاعبيه ولا تهمه النتيجة بقدر ما تهمه الاستفادة من التجربة. وسبق لأندية سعودية وعربية أن لعبت مع أندية عالمية وكانت النتائج متفاوتة، فهناك من فاز وهناك من خسر ولكن الأكيد أيضا أننا عندما نلعب مع هذه الأندية في منافسات حقيقية تكون النتائج مختلفة، لهذا استغربت بصراحة الضجة المثارة حول لقاء الهلال مع مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي وما رافقه من تصريحات متباينة، فهناك من وصفه بالإنجاز التاريخي والانطلاقة الحقيقية للزعيم وتصويره على أنه قاهر الإنجليز ووصف نواف العابد بعبارات لم ينلها حتى مارادونا في عزه ومديح التشكيلة، حتى قرأت لأحدهم أن الهلال لو لعب بهذه التشكيلة لنال لقب دوري أبطال آسيا بها! وبالمقابل كانت هناك حرب مضادة باستصغار الفوز على مان سيتي ووصفه بالرديف وفريق الأكاديمية، وهي أمور مفهومة بين جماهير الأندية المتنافسة، ولكن بالتأكيد كل ما يزيد على حده ينقص، والأكيد أن الفوز على فريق بحجم مان سيتي في أي مناسبة هو أمر جيد ويبقى للذكرى، ولكن الأكيد أيضا أنه من الخطأ الفادح أن نعطي الأمر أكثر مما يستحق وأن تصبح نتيجة مباراة ودية هي الشغل الشاغل للوسط الرياضي الذي كان يتحدث منذ أسبوع عن أزمة حادة وحقيقية تعيشها الكرة السعودية بعد خروجها من الدور الأول لنهائيات أمم آسيا وفقدانها للقبها بطلة للعرب وخروجها المبكر من تصفيات كأس العالم 2014! أخيرا أسجل دهشتي من السرقات العلنية التي يقوم بها بعض «المندسين على الوسط الإعلامي الرياضي، وما أكثرهم» بنقلهم مقابلات جرت في برامج رياضية تلفزيونية وينشرونها في الصحف والمنتديات موقعة بأسمائهم الصريحة وكأنهم هم من أجروها، وبالتأكيد من دون ذكر المصدر!.. خوش صحافيين! [email protected]