رمضان هو شهر من الأشهر العربية الإثنى عشر ، وهو شهرٌ مُعظّمٌ في دين الإسلام ، وقد تمّز عن بقية الشهور بجُملة من الخصائص والفضائل ومن ذلك : * َأن الله عزّوجل جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام ، كما قال تعالى :[ شَهْرُ رَمَضَاَنَ الّذي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِلْنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنْ الهُدَى وَالفُرْقَانْ فَمَنْ شَهِد مِنْكُمْ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ] سورة البقرة 185 ،، وثبت في الصحيحيْن ومسلم من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { بُني الإسلام علي خمس : شهادة أن لا إلاه إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت } . ** أن الله عزوجل أنزل فيه القرآن ، كما قال تعالى في الآية السابقة [ شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِلْنَاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنْ الهُدَى وَالفُرْقَانْ ] سورة البقرة 185 ، وقال سُبحانه وتعالى [ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ] سورة القدر1 . *** ُأن الله جعل فيه ليلة القدر ، التي هي خيرٌ من ألف شهر ، كما قال تعالى :[ إِنّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزّل المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِمْ مِنْ كُلّ أَمْرْ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرْ ] سورة القدر 5-1 .. وقال أيضا :[ إِنّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة إِنّا كُنّا مُنْذِرِينْ ] سورة الدخان 3. فضّل الله تعالى رمضان بليلة القدر وفي بيان منزلة هذه الليلة المباركة نزلت سورة القدر ، وفي بيان منزلة هذه الليلة المباركة نزلت سورة القدر ووردت أحاديث كثيرة منها : حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عزوجل عليكم صيامه ، تُفتَحُ فيه أبواب السماء ، وتُغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغَلُّ فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرِم خيرها فقد حُرِمْ } رواه النسائي . **** أن الله عزوجل جعل صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً سبباً لمغفرة الذنوب ، كما ثبت في الصحيحين البخاري ومسلم ، وقد أجمع المسملون على سُنّية قيام ليالي رمضان ، وقد ذكر النووي أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعني أنه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح . ***** أن الله عزوجل يفتح أبواب الجنان، ويُغلِق فيه أبواب النيران ، ويُصفّد فيه الشياطين . ******أن لله في كل ليلة منه عُتقاء من النار ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة } رواه الإمام أحمد . ******* صيام رمضان سبب لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله ، إذا اجتنبت الكبائر ، كما ثبت في صحيح مسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ الصلوات الخمس ، والجمعة إلي الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفّرات ما بينهن إذا اجتُنِبَتْ الكبائر } رواه البخاري ومسلم . ******** صيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر ، كما يدل على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري قال :{ من صام رمضان ، ثم أتبعه ستاً من شوّال كان كصيام الدهر } رواه البخاري ومسلم .. وروى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام السّنَة } . ********* من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة ، لما ثبت عند أبي داوود وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة } صححه الألباني . ********** العمرة في رمضان تعدل حج ، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإمرأة من الأنصار { ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت : لم يكن لنا إلا ناضحان ، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح ، وترك لنا ناضحاً ننضح عليه ، قال : فإذا جاء رمضان فاعتمري ، فإن عُمرة فيه تعدل حجة } وفي رواية مسلم { تعدل حجة معي } ،، والناضح هو بعير يسقون عليه . *********** يُسَنُّ الإعتكاف في رمضان ، لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليه ، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها :{ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفّاه الله تعالى ، ثم اعتكف أزواجه من بعده } رواه البخاري ومسمل . ************ يُستحب في رمضان استحباباً مؤكداً مُدارسة القرآن وكثرة تلاوته ، وتكون مُدارسة القرآن بأن يقرأ على غيره ويقرأ غيره عليه ، ودليل الإستحباب :{ أن جبريل كان يلٍى النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن } رواه البخاري ومسلم ،، وقراءة القرآن مستحبة مُطلقاً ، ولكنها في رمضان أكيدة . ************* يُستحبُّ في رمضان تفطير الصائم ، لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ من فطّر صائماً كان له مثل أجره ، غير أنه لا يُنقِص من أجر الصائم شيئاً } رواه الترمذي وابن ماجه . هذا هو شهر الرحمة والغفران ، شهر البر والإحسان ، شهر التقوى والعرفان ،، اللهم بلغنا رمضان وارزقنا خيره الوفير وثوابه الكثير ،، اللهم آمين . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]