لا تسألنّ بني آدم حاجة .. وسَلْ الذي أبوابه لا تُحجَب الله يَغضب إن تركتَ سؤاله .. وبني آدم حين يُسأل يَغضبِ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : « إني لا أحِمل همّ الإجابة ولكن همّ الدعاء فإن الإجابة معه » وعنه رضي الله عنه قال : « بالورع عما حرّم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح » - والورع هو التقوى - .. وعن عبد الله بن مسعود قال : « إن الله لا يقبل الناخلة من الدعاء إن الله تعالى لا يقبل من مُسمّع ، ولا مُراءٍ ، ولا لاعب ، ولا لاهٍ ، ، إلا من دعا ثَبْتَ القلب » وعن أبي الدرداء قال : « ادعُ الله في يوم سرّائك ، لعله يستجيب لك في يوم ضرّائك » .. وعن الحسن أن أبا الدرداء كان يقول :« جِدّوا بالدعاء ، فإنه من يُكثِر قرع الباب يوشِكُ أن يُفتح له » .. وعن حُذيْفَة قال: « ليأتيّن على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق »، أخرجه البيهقي .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « دعوة المسلم مستجابة مالم يَدْعُ بظلم أو قطيعة رحم أو يقول : قد دعوتُ فلم أُجَبْ » أخرجه ابن أبي شيبة . وعن محمد بن واسع قال : « يكفي من الدعاء مع الورع اليسير ، كما يكفي القدر من الملح » ، وعن عبدالله بن أبي صالح قال : دخل عليّ طاووس يعودني فقلت له : ادع الله لي يا أبا عبدالرحمن ، فقال : « ادع لنفسك ، فإنه يُجيب المُضْطَْرّ إذا دعاه ».. وعن أبي بكر الشبلي في قوله تعالى : [ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ] قال : أدعوني بلا غفلة ، أستجب لكم بلا مُهلة . وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول : « إِلَاهِي أسألك تذللا ، فأعطني تفضلاً »، ويقول : كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ، ولا أراك تمتنع بالذنب من العطاء . وعن سعيد بن المُسيّب قال : إنّ الرجل ليُرفع بدعاء ولده من بعده ، أخرجه ابن أبي شيبة . وعن إبراهيم التميمي قال : كان يقال : إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد وجب ، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء .. أخرجه ابن أبي شيبة . وعن النخعي قال : كان يُقال : إذا دعوتَ فأبدأ بنفسك . فإنك لا تدري في أي دعاء يُستجاب لك . وعن وهب بن منبه قال : مثل الذي يدعو بغير عمل ، مثل الذي يرمي بغير وتر .. وعنه قال : من سره أن يُستجاب دعوته فليُطِب مطعمه . وعن محمد بن حامد قال : قلت لأبي بكر الوراق : علمني شيئا يُقّربني إلى الله ويقرّبني من الناس ، فقال : « أما الذي يقّربك إلى الله فمسألته ، وأما الذي يقربك من الناس فترك مسألتهم » . قال الأوزاعي : « أفضل الدعاء الإلحاح على الله عزوجل والتضرع إليه » .وعن هلال بن يساف قال : « بلغني أن العبد المسلم إذا دعا ربه فلم يستجب له كتبت له حسنة » . وعن السري السقطي قال : « كن مثل الصبي ، إذا اشتهى علي ابويه شهوة فلم يمكناه فقعد يبكي عليها، فكن أنت مثله ، فإذا سألت ربك فلم يعطكه ، فأقعد فأبك عليه » وعن ابن عيينة قال : « لا تتركوا الدعاء ولا يمنعكم منه ما تعلمون من أنفسكم ، فقد استجاب الله لإبليس وهو شر الخلق » قال : [ قال انظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك من المنظرين ] الحجر 36-37 . قال بعض العُبّاد : « إنه لتكون لي حاجة إلى الله فأسأله إياها ، فيفتح علي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه ، ما أحب معه أن يؤخّر عني قضاءها ، وتدوم لي تلك الحال » مدارج السالكين . وقال بعض العارفين :« ادع بلسان الذلة والإفتقار ، لا بلسان الفصاحة والإنطلاق » كتاب إحياء علوم الدين . اللهم هبنا الدعاء وارزقنا الإجابة ،، اللهم امين . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]