على فكرة أنا حضرت “مصر" الله يرحمها و أوْعى لها كويس و عاشرتها فترة قبل ما تموت، و لما طلعوا بيها فاكر إن الريس كان في مقدمة المشيِّعين، و في الجنازة بعض المغرضين قالوا: يقتل القتيل و يمشي في جنازته؛ يومها أبويا “عويس" زغدني في كتفي و قال لي اسكت يا غبي.. قلت له مش أنا يا آبا اللي قولت كدا، قال لي: ما أنا عارف يا غبي، أنا بضربك علشان الأمن اللي حوالينا يعرف إن أنا مش موافق على الكلام ده. و فاكر “النعش" كان بيجري تقريباً كان عايز يخلص من اللي كان فيه، و ناس قالت و النبي ماتت و ارتاحت، دي مشافتش يوم تحكي عنه، فأبويا عويس قال لهم صلوا على حضرة النبي و اسكتوا، أحسن النعش طالع مطْلع، فرد واحد و قال لأ يا حاج دة مش مطلع اسم الله عليك دي المرحلة التاريخية اللي قبل المدافن، و واحد سأل الدكتور (همه شرَّحوا الجثة؟) فالدكتور قال له (أيوة شرحوها و هي حية) و فاكر أم حنفي (كان عندها سبع عيال محدش فيهم اسمه حنفي) كانت بتعيَّط و تصوَّت و تقول: ماتت بحسرتها لما باعوا حاجتها، و تصوت، فأبويا عويس مسك إيديها و بص في صوابعها على الحبر الفسفوري و قال لها: “انتي مش صوَّتي قبل كدا، خلاص متصوتيش تاني" و الجماعة في أول الصف كانوا بيقولوا لبعضهم: (و بعدين بقى دي سابع بلد تموت في إيدينا) فواحد سمعهم و قال لهم: ربنا يعوض عليكم تقريباً اتسرب لها مية من الملَّاحة، ما هو من ساعة ما مات “الدقشوم" و “الدفاس" ماحدش بيعرف يفيِّش الهوامش و منها هامش الحرية.. و صرخ واحد بصوت عالٍ (دنيا.. دنيا) فأبويا عويس قال له: (ما تتعبش نفسك مش هتسمعك) و لما الناس شافت أبويا عويس بيفهم كل حاجة سألوه (صحيح الكفن مالوش جيوب) فأبويا عويس قال له م: دي كانت موضة قديمة و بطلت خلاص الكفن دلوقتي بيعملوا له أربعة جيوب كبار من قدام أو ستة، و فيه ناس مقتدرة تعمله إتناشر حسب إمكانيات الميت. و بعد ما مشينا مسافة طويلة في الشمس وصلنا عند المدافن و الجماعة اللي في أول الصف قالوا للمشيعين: (خلاص ارجعوا و متشك رين قوي يا جماعة و سعيكم مشكور) قلنا لهم أبداً لازم نكمل السعي و نحضر الدفنة أحسن ترجع تاني.. فالجماعة بتوع أول صف قالوا لنا: (مفيش دفنة و لا حاجة، إحنا هنبيع الجثة لطلبة كلية الطب) كسرة : الجماعة بتوع أول صف قالوا لنا: (مفيش دفنة و لا حاجة، إحنا هنبيع الجثة لطلبة كلية الطب) ..هههههه الله يرحمك يا عم جلال .. كسرة ثابتة : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(ووو ووو ووو)؟ الفاتح جبرا ساخر سبيل [email protected]