أعلن حاكم مقاطعة صغيرة في استراليا، عن ترحيب المقاطعة بالنساء النُص كُم من حيث الجمال، لأن المقاطعة تعاني من خلل في المعادلة السكانية جعلت عدد الرجال أكثر من عدد النساء، وبالتالي صار الرجال يعانون من العنوسة (وربنا على المفتري)، وهكذا وأمام وسائل الإعلام وقف الحاكم يقول مرحبا بأي امرأة تود الإقامة في المقاطعة.. عندها نصف أنف أي فتحة واحدة للمنخار؟ أهلا ومرحبا.. عندها منقار؟ أي أنف يشبه الأنف الذي فبركه مايكل جاكسون جراحيا.. لا بأس.. عندها عين واحدة فوق الأنف مباشرة؟ يا هلا.. المهم عايزين نسوان لأن هناك رجالا في المقاطعة بلغو الأربعين ولا يجدون نساء يتزوجون بهن.. في بقية أنحاء استراليا هناك نساء بالملايين والأمور «ماشية». لنتوجه إلى ساحل استراليا الشرقي ونستقل سفينة لنصل إلى نيوزيلندا حيث الوضع معكوس، أي هناك شح ونقص في الرجال، والسبب هو ان الكثير من الشباب النيوزيلندي يهاجر إلى دول أخرى بحثا عن فرص عمل او مغامرات.. ولا حديث في نيوزيلندا هذه الأيام سوى «أزمة» الرجال.. وكل هذا العويل لأن هناك 35 ألف امرأة في الشريحة العمرية 25 – 45 سنة بلا أزواج فعليين او محتملين.. 35 الف امرأة في سن الزواج وبدون زواج؟ مثل هذا العدد تجده في حي واحد في أي مدينة عربية.. وبالمناسبة فإن قانون التجنيس في نيوزيلندا هو الأكثر مرونة في العالم، ليس فقط لأن غالبية سكان البلد من المهاجرين، ولكن ولكونها تقع في «طرف» الكرة الأرضية وبالتالي فإن الباحثين عن الهجرة لا يفكرون فيها.. أقوى دليل على تلك المرونة هو أنك اذا تزوجت بنيوزيلندية، أو عشت معها تحت سقف واحد (على غير سنة الله ورسوله) لستة أشهر فإنك تنال جنسية البلاد.. بس تدخلها إزاي؟ تلك هي المعضلة. كتبت كثيرا عن ان اكبر أولادي درس في نيوزيلندا وفور التخرج التحق بوظيفة، فقط في انتظار حفل التخرج، وبعد نحو شهر اتصل به مسؤول في وزارة الداخلية وقال له: بما أنك درست في نيوزيلندا وصرت دافع ضرائب فإنك تستحق الإقامة المستديمة في البلاد، ونال ذلك الحق وجاءنا في دولة قطر وبعد ستة أشهر تلقى رسالة بأنه استحق الجنسية النيوزيلندية فسافر إلى هناك وعاد وهو يعاني من انفصام الشخصية (سوداني – خواجة نيوزيلندي؟).. ولهذا فقد يحسب بعض القراء انني صرت «خاطبة» واكتب عن وجود فائض نسائي في نيوزيلندا لأنني أتقاضى عمولة عن كل خطبة/صفقة!! ولكن حتى للذين يقولون: والله فرصة ننفك من العالم العربي.. نتزوج نيوزيلندية وناخد الجواز النيوزيلندي وبعدها الباب يفوت جمل، وارجع واتزوج بنت عمي!! لهؤلاء أقول ان نيوزيلندا وجهت الدعوة تحديدا للشباب البريطاني للتوافد عليها والزواج ببناتها.. يعني وزارتا الداخلية والسياحة في نيوزيلندا هما اللتان تقومان بدور الخاطبة وتنشر إعلانات تقول: زوروا أقل البلاد تلوثا في العالم وامض فيها أطول مدة ممكنة.. فيزا مفتوحة ومين يعرف فقد تفتح قلبك لواحدة من بناتنا وتتزوج بها. 35 ألف امرأة غير متزوجة في بلد يعتبر فيه الزواج موضة قديمة، جعل حكومتها تقف على رجل واحدة، وفي بلداننا متوسطة الكثافة السكانية قد تكون هناك مليون امرأة في انتظار الزواج وكل نصيبهن من الاهتمام لقب «عوانس».. في الانجليزية تسمى العانس سبينستر spinster ولكنها لا تطلق إلا على من تبقى بدون زواج فوق سن السبعين.. فتأمل!! جعفر عباس [email protected]
