في الدول الراقية والمتقدمة يتم منح الأوراق الثبوتية (بطاقة شخصية،جنسية،رخصة قيادة،جواز سفر) برسوم رمزية شبه مجانية وذلك لأن تلك الدول تعلم تماماً أن وجود هذه الأورا ق الثبوتية يساعدها على رصد ومعرفة بيانات مواطنيها ومن ثم تسخير هذه المعلومات في مجال إستتباب الأمن وتقديم الخدمات للمواطن . لدينا الأمر مختلف تماما .. عاوز تطلع (جواز) أربعمية وخمسين ألف .. عاوز تعمل بطاقة كم وكمين ألف .. عاوز تطلع (رخصة قيادة) مليون وشوية .. والعجب لو واحده فيهم إنتهت وعاوز تقوم بتجديدها .. تلاقي رسوم التجديد (أقل شوية) من رسوم الإستخراج ! لماذا يدفع المواطن كل هذه الألوف لقاء (بطاقة) صغيرة لا تكلف طباعتها وموادها (الخام) أكثر من مية جنيه؟ الإجابة بالطبع ما عايزة ليها درس عصر .. فهذه الأوراق الثبوتية مهمة في تعاملات المواطنين والمواطن مجبر على إستخراجها لذلك لابد من فرض رسوم باهظة عليها عملا بمبدأ أن الحكومة يجب أن (تحلب) المواطن وتطلع (زيتو) وزيت الخلفوهو ! العبدلله شخصياً (رخصتو مفوتة) وجواز سفرو (كذلك) وبطاقتو (نفس الشئ) ليس تهاوناً منه بالقانون لا سمح الله فهو أكثر الناس إلتزاماً بالقانون ولكن لأنو عشان الواحد يقوم بتجديد الحاجات دي (إلا يدخل ليهو صندوق) ! من الواضح أن مسالة إستخراج وتجديد الأوراق الثبوتية أضحت مصدر رزق (للحكومة) إذ لا تتناسب الرسوم المفروضه والخدمة المقدمة لكن خلينا نقول إنو المواطن ممكن يستغني عنها .. مواطن ما عندو بطاقة شخصية يعني شنو؟ (هي ذاااتا الشخصية وينا) ، مواطن ماعندو جنسية (يعمل بيها شنو ما بقينا الجالية السودانية في الخرطوم) ، مواطن ما عندو جواز (القروش البسافرو بيها هي وينا) ، مواطن ما عندو رخصة قيادة .. (يعني شنو لو قبضوك بيدفعوك الغرامة وتمشي تسوق عربيتك) ! إذا كان من الممكن للمواطن ان يستغني عن إستخراج الأوراق الثبوتية الفوق دي كووولها إلا ان هنالك (وزقة ثبوتية) لا يمكنه الإستغناء عنها إذ أنها تدل على حقه في التعليم والعمل والميرات وخلافه وهذه الورقه هي (شهادة الميلاد) والتي أبت حكومتنا (الغاقلة الرشيدة) إلا أن تجعل لها رسوما تجاوزت الأربعين الف ! أليس من العيب والخطأ و(اللا وطنية) أن يطالب المواطن بدفع أكثر من 40 ألف جنيه من أجل تسجيل (مولوده) ألا يعتبر هذا غلواً وشططاً كان على (الحكومة) أن تربأ به إكراماً لهذا المولود الجديد ودفعا له لمواصلة مشوار حياته (المن غير ملامح فييما يبدو)! لا أظن على الإطلاق ان هنالك دولة واحدة في العالم تفرض مثل هذه الرسوم الباهظة على شهادات ميلاد مواليدها (ده لو كان في رسوم من أساسو) لكن نعمل شنو لو (الحكومة) بقت زى (النشال) عينا بس في(جيب) المواطن !! تقول الطرفة أن أدروب (رقيق) الحال قد وضعت له زوجته مولوداً ذكراً باحدي المستشفيات الحكومية (شبكوهو ليك) جيب شاش (يمشي يفتش ويستلف ويجيب) .. جيب حقن .. (يمشي يفتش ويستلف ويجيب) .. جيب دربات (يمشي يفتش ويستلف ويجيب) .. يوم الخروج لم يصدق أدروب انه إنتهي من هذا الفلم (المتعب) فذهب إلى مكتب السجل المدني الملحق بالمستشفي لإستخراج شهادة الميلاد حيث فوجئ بالموظف يطلب منه 40 ألف قيمة الشهادة ، (طنطن ادروب) .. وخرج من المكتب راسو ضارب .. عند إنتصاف النهار وبعد جهد جهيد تمكن أدروب من جمع المبلغ وتوجه لمكتب السجلات : - أهو ده القروش؟ - (وهو يملا في الشهادة) : إسمك منو؟ - أدروب طاهر على - أها المولود ده عاوز تسميهو منو ؟ - (بحرقةوإنفعال) : نسميهو أوكامبو ذاااتو كسرة : (الجباية) في شهادات الميلاد شئ يدعو إلى الخجل والكسوف .. ده لو فضل فيها كسوف ! كسرة ثابتة (قديمة) : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو)+(و) كسرة ثابتة (جديدة) : أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(و)؟ الفاتح جبرا ساخر سبيل [email protected]