ارتجافات وهمهمة روحية لن أنساها اجتاحتني وأنا على مقربة من الروضة الشريفة.. ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم شيئ عظيم يحرك الصلد والصامت وتفتت الجلمود الصخر.. الأيام أيام الحجيج والسوح في الأراضي المقدسة والمشاعر موقعاً الاستحضار للماضي وجلافتهم إلى الضوء والرسالة التي أصبحت تشع نوراً على الأرض مشارقاً ومغارباً.. محظوظون وهم يشدون رحالهم إلى تلك الأراضي يحملون أثقال ذنوبهم ليتطهروا ويعودوا كما ولدتهم أمهاتهم نقاءً وصفاءً واعتباراً وأنها لرحلة كانت فيما كانت رحلة العمر وفرض الأتيان.. والعزاء من بعد العزاء أن نفحات الحجيج تشملنا بأُطرهم الروحية وتسامي الخلق فيهم من بعد تطهرهم من خطاياهم وذنوبهم على أمل المعاودة على سريرة صافية.. هنيئاً لكم وسعديكم ولبيكم إجابة لتلبية صحيحة.. تهبوا بصحتكم وحرماتكم ليتقبل الله هذه النداءات ويجعلها في ثنايا حراككم بين المشاعر.. اجواء «منى» الجميلة ومشاعر عرفات الدافقة.. وحالات النفرة الذرافات والوحدانا محلقينا في أجواء الحرم مكياً ومدنياً، وثناءً غير محدود للمملكة العربية ومليكها المفدي وهم يساوون الوعورة ويجعلون التمهيد للحجاج على عللهم وضعفهم خدمة لهم، فقد هيأت لهم الإرادة الإلهية هذا الاحتضان للمقدسات والشرافة.. وقد سجى الحرم المدني جسد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، واقترب لبقيعه تلك القبور النادرة، والشخوص العابرة، والمزارات والمآرب الدنيوية، والباحات والاهتمام والنظافة.. يا لها من تشريفة هي الأحق بها بجدارة هذا الاستحقاق تطويراً واستدامة ومحافظة وديمومة. إن لم تسمح لنا الأيام أن نكون هناك حيث التدافع والإتيان من كل فج عميق.. محلقين ومحرمين ملبين ونادهين.. أجاب الله دعواهم وإن الحمد لله على نعمة تعفيرهم الأقدام وغبرة الرؤوس «إن كان هناك مؤشر عليها» فقد سوت الأمور جميعها وصار للحجيج منافذ عدة يؤدون بها الفروض والسنن براحة ويسر.. حتى التقاط الجمرات والرمي بها.. وليت الحجاج في مؤتمرهم الجامع هذا يذوبون الحدود والأطر ويعطون لأمة الإسلام أملاً لإمكانية التفافهم على الوحدة الجامعة، في زمن أصبح فيه الإسلام تحت مرامي الامتحان.. ففيهم طوائف الدنيا جميعها مؤلفهم هذا الدين النبيل، وهذه الأرض المقدسة قسماتهم شتى ونفترض أن قلوبهم واحدة.. هنيئاً لكم.. أن تحفظ للأقدار هذا الاصطفاء من بعد امتلاء صحائفكم بالذنوب صغيرها وكبيرها. ٭ آخر الكلام:- والأيام المعدودات تدخل الآن في حيزها.. وساعة بعد ساعة تقترب مشاهد عرفات.. والحج عرفة.. والدعاء المستجاب من قلوب الأحباب.. فيا زوار قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أمانة عليكم أن تبلغوه حال الأمة وحال جميع المسلمين شفاعة وتعبيراً.. مع محبتي للجميع سياج - آخر لحظة [email protected]