المطر يُغافلكِ دوماً كرجل . يأتي عندما لا يكون لكِ من معطف أو مظلّة للاحتماء منه ، فتختبرين غبطتكِ تحت سماء تنقضُّ عليكِ بوابلٍ من الدموع ، مشدوهة ، مبهورة ، عزلاء ، ثملة ، حائرة : كيف تعبّين ماء السماء كلّه في قلب فاض به الشَّجن ؟ أَكُلُّ هذا المطر الذاهب صوب عروق الأرض ، لا يكفي لإطفاء نار قلب صغير ؟ أثناء غيابكِ يا امرأة ، وانشغالكِ بصيف باذخ البهجة ، نضجت الغيوم ، واستوَى الحزن ، وآن للشوق أن يهطل . المطر دموع الغياب . لعلّه ذلك الرجل ، لعلّها عيناه حين تمطران فُضولاً ، فتهطل نظراته على امرأة سواكِ . لعلّه الخريف ، وذلك السؤال الأُنثوي المخيف : " ماذا تراه يفعل صباح خريف من دونك ؟ ". وفي المساء أَترتجِف لذكركِ نوافذ نومه ؟ أيُوقظ رذاذ طيفكِ شراشفه ؟ أحلام مستغانمي