:: كان للأعمش زوجة مليحة، فتخاصما ذات يوم، فغضبت الزوجة وغادرت الي بيت أبيها..لم يطق الأعمش فراقها، وطلب من صديقه أبي حنيفة بأن يتدخل بينهما - وسيطا - بالصلح، فأستجاب لطلبه، ورافقه الي حيث المليحة..بعد السلام والتحية، فتح أبوحنيفة باب النقاش مع زوجة الأعمش، وفي مسعاه الحميد لإقناعها بالعودة الي بيت زوجها الأعمش، قال مخاطبا إياها : (هذا سيدنا وشيخنا الأعمش، فلا يزهدنّك فيه عمش عينيه، وحُموشة ساقيه، وضعف ركبتيه، وقزل رجليه، و...)..قبل ان يسترسل في الفضح البليغ، صاح فيه الأعمش : ( تبا لك يا هذا، قم عنا، لقد ذكرت لها من عيوبي مالم تكن تعرفها) ..!! :: وهكذا تقريباً حال وزارة المالية عندما يتخذ أمبيكي وسيطاً لحل قضية ديون بلادنا التي ظلت تقفز - عاماً تلو الآخر، بلا إنتاج - حتى تكاد أن تبلغ قيمتها (45.6 مليار دولار)، حسب تقارير صندوق النقد الدولي..لم تجتهد الحكومة طوال الربع قرن الفائت في سد هذه الديون بالإنتاج والتصدير كما تفعل حكومات دول الدنيا والعالمين، بل تجتهد في إقناع الدول الدائنة بإعفائها..تارة، تتجول وزارة الخارجية بدبلوماسية ( باركوها يا جماعة)، ثم تعود بلسان حال قائل : ( الله أكبر والمجد للخارجية، البرازيل أعفت 43 مليون دولار)، ثم يصبح إعفاء هذا المبلغ الهزيل إنجازاً تاريخياً في وسائل الإعلام..وتارة أخرى، تتجول وزارة المالية بنهج ( أعفونا يا جماعة)، ثم تعود بخفي حنين..هكذا حال ديون بلادي، والأرض الصالحة للإنتاج والسداد على مد البصر، والنيل كذلك .. ولكنهم لايزرعون غير (فسادهم)...!! :: والمهم، لم تجد وزارة المالية من يصلح بأن يكون وسيطاً بينها وبين الدول الدائنة غير الوسيط الافريقي أمبيكي.. وبالمناسبة، أمبيكي هذا يكاد أن يصبح سودانياً بدرجة مجلس الوزراء والبرلمان.. يقتلون في دارفور ثم يهرولون إلى ( جودية أمبيكي)، ويطحنون في جنوب كردفان والنيل الأزرق ثم يهرولون إلى (جودية أمبيكي)، وأما في قضاياهم العالقة مع دولة جنوب السودان فان جودية أمبيكي هي ( الساس والراس)..هكذا صارت جودية أمبيكي هي المرتجاة في كل قضية وأزمة يصنعونها بغباء نهجهم.. ومع ذلك يبدوا أن لأمبيكي هذا وقت فراغ ، ولهذا تحتفي وزارة المالية بوساطاته في قضية الديون أيضاً.. !! :: أمبيكي لم يحل قضايا الحدود مع الجنوب، بل ( خدرها).. ولم يحل قضية أبيي، بل ( خدرها).. ولم يحل قضية دارفور، بل (خدرها).. ولم يحل قضية الجنائية الدولية، بل ( خدرها).. ومع ذلك، يتمادى وزير المالية في تخدير عقول الناس بالنص القائل : (وجود أمبيكي بجانبنا في إجتماع نقاش ديون السودان كان له الدور الأكبر في المطالبة باعفاء الديون).. تأملوا، تواجد أمبيكي - وليس كوادر وكفاءات إقتصادية ودبلوماسية - هو (الدور الأكبر )..هكذا دور الوسيط أمبيكي في كل قضايانا السياسية والإقتصادية، إذ دوره هو ( الأكبر دائما في التخدير، وليس الحلول)، بيد أن أدوار ساستنا و مؤسساتهم هي ( الصغرى دوما) حتى في( التخدير)..وبالمناسبة، البرامج الثقافية والاجتماعية والإرشادية بالتلفزيون القومي لم تعد جاذبة، فلماذا لايلعب أمبيكي دوراً ثقافياً وإجتماعياً وإرشادياً في ( الحتة دي ) ..؟؟ الطاهر ساتي إليكم - صحيفة السوداني [email protected]