عادت إلى البيت . باكتشاف صَنع في شتاءاتٍ أخرى حزنها . فقد أدركت ، من فرط سعادتها معه يومها ، أنّنا لسنا متساوين أمام المطر . ولذا ، عندما يغادرنا الحبّ ، ونجد أنفسنا وحيدين في مواجهته ، علينا أن نتجاهل نداءه العشقيّ الموجع ، واستفزازه السادي لنا ، كي لا يزيد من ألمنا ، كوننا ندري تماما أنه يصنع ، في اللحظة نفسها ، سعادة عشّاق آخرين . أجل.. أحيانا ، ليس أكثر ظلما من المطر ! و هي ما زالت تتساءل لأيّة نشرة جوية تراه يعدها . هل عاد لأنه يريدها ؟ أم هل جاء استباقا لرائحة التراب بعد المطر ؟ هو الذي لا يحب من الصحو سوى تلك التُربة المبللة التي يخلفها الشتاء . فيستنشق رائحتها ، بحواس متوهجة ، وكأنه يشتمّ أنثاه بعد الحبّ . " فوضى الحواس " أحلام مستغانمي