لعلّه الشتاء المُقبل على عجل . وأنتِ تودِّين في ليلة واحدة ، إنفاق كلّ ما اجتمع في صدركِ من مخزون الغيوم العربيّة . لكأنّ حزنكِ وقف على المطر ، وعلى رجل لا تدرين إلى أيّ حزب تنتمي غيومه ، كي تنخرطي في فصيلة الحقول التي تُناضل منذ الأَزل.. كي على تربتها يهطل . هو الخريف يحشو غليونه بغيوم تنهّداتكِ . وفي إمكانكِ الليلة أن تختبري تجنّي المطر على العشّاق ، عندما يرتّب لبعضهم موعداً في المجرّات الشاهقة للحبّ . ويلهو بجرف دموع الآخرين.. إلى المجاري ! يا لفاجعة عشّاق ، يواجهون وحيدين ساديّة المطر . أيّتها السماء الباكية صيفاً تخلّ عنّا ، ألا ترأفتِ بنا ! عصافير مُبلّلة قلوبنا ، ترتجف على شجرة الغياب ، كلّما أمطَرَت تآمر الكون علينا.. نحن يتامى الحبّ . أحلام مستغانمي