:: يوم الأربعاء الفائت، سألت الأخ محمد سيد أحمد - مساعد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم ورئيس اتحاد الكرة بالحصاحيصا ورئيس كيان الشمال ورئيس لجنة الحالات والظواهر السالبة - سألته عن ( السياسة الخارجية بسمارك)، فعقب سيادته يوم الخميس الفائت كاتباً باسهاب عن ( السياسة الداخلية بسمارك)، ولله في إيقاع نقاش قادة العمل العام في بلادي (حكمة وشؤون)..فالقضية لم تكن تكاليف سفرنا إلى ولاية البحر الأحمر ولا تكاليف إقامتنا فيها ولا الجهة التي دفعت فواتير تلك التكاليف، بل كانت سرداً ثم إستنكاراً لسوء سلوك صادر عن محمد سيد أحمد تجاه جماهير حي العرب في لحظة فرحتها بعد فوز فريقها على النيل الحصاحيصا باستاد بورتسوان..!! :: لقد بصق مساعد رئيس الإتحاد العام - ورئيس لجنة الحالات و الظواهر السالبة - في وجوه تلك الجماهير ثم تفوه بالشتائم وكاد أن يتسبب في كارثة لولا تواجد بعض الحكماء بالإستاد، وهذا التصرف لايليق بعامة الناس الواعية، ناهيكم عن قيادة هذه العامة، ولم يعتذر محمد سيد أحمد للجماهير ولكنه تمادى في الحماقة بتبرير مفاده ( بصقت فيهم عشان شتموني)، قالها هكذا وكأنه كابتن النيل الحصاحيصا أو حارس مرماه أو أحد المشجعين، وليس برجل يمثل (موقع عام) و تلزمه قواعد الموقع العام بالوقوف على حياد - ومسافة واحدة - من كل أندية المنافسة، بلا (محاباة أو مكاواة)..(شتموه) عندما حول منصب مساعد رئيس الإتحاد العام إلى ( كرسي مشجع للنيل الحصاحيصا)، وكان طبيعياً أن ينحدر في الإنفعال إلى حد ( البصق في الوجوه)..!! :: أهم ما في تعقيب محمد سيد أحمد، هو ما يلي نصاً : (عند خروجي من الملعب بعد انتهاء الأزمة واصلت الجماهير الإساءات والبذاءات بألفاظ أتعفف عن ذكرها وكان أحدهم على مقربة مني وكال لي من الشتائم ما لذ وطاب فرددت عليه بالبصق على وجهه)، هكذا الإعتراف بالخطأ ثم (المكابرة)، أي عدم الإعتذار..يبصق من الملعب في اتجاه جماهير المساطب الشعبية، ثم يبرر بالمنطق المضحك : ( أنا ما قاصد الجماهير، كنت قاصد زول واحد)، وكأن كان يمسك بيده ( ريموت كنترول) بحيث يصل البصق مباشرة إلى وجه المشجع المستهدف - فقط لاغير - وسط ذاك الزحام الجماهيري.. ثم السؤال المهم، مع إدانة شتائم هذا المشجع، لماذا شتمه - هو بالذات - هذا المشجع ؟..لم يكن محمد سيد أحمد الممثل الوحيد للحصاحيصا، بل كان بالملعب لاعبي النيل الحصاحيصا، وكذلك كانت إدارة النيل مع جماهير حي العرب على المساطب..!! :: ومع ذلك، أي رغم التواجد الكثيف لأهل الحصاحيصا، لم يشتم المشجع المذكور في التعقيب غير مساعد رئيس الاتحاد العام ورئيس لجنة الحالات والظواهر السالبة..( ليه ؟)، أوهكذا يجب أن يسأل نفسه، وما خاب من راجع نفسه الأمارة ب ( المهاترات) ..وبالمناسبة، تكاليف سفرنا - لتغطية إفتتاح الدورة السابعة لمهرجان السياحة والتسوق - كانت على حساب القطاع الخاص، وليس (المال العام)..(ولو كنت تقرأ)، لقرأت أسماء الشركات الوطنية والأجنبية الراعية لهذا الحدث (الإقتصادي الثقافي)، فالأسماء موثقة في لوحات تضئ شوارع عاصمة الولاية بما فيها شارع الاستاد، ولكنك ( لا تقرأ)..وعليه، لك أن تعلم - إعتباراً من الليلة - بأن الحكومة لاتدفع جنيها لميزانية المهرجان وأن دورها لايتجاوز الإشراف على الفعاليات، بل استلمت في مهرجان العام الفائت (18 مليار جنيه)، ضرائباً ورسوماً وغيرها كعائد من مناشط ومعارض تلك الشركات.. وتلك ليست قضية، فالقضية التي تؤرق مضاجع البلد هي أن تحظى كل قطاعاتها - بما فيها القطاع الرياضي - بقيادة رشيدة لا تبصق في ( وجوه الناس)..!! الطاهر ساتي إليكم - صحيفة السوداني [email protected]