الطاهر ساتي [email protected] :: ومن لطائف دافوري بلدنا المسمى – مجازاً – بكرة القدم، نجح الأمين البرير رئيس نادي الهلال – قبل عام تقريباً – في تحقيق الفوز على الحكم الجزائري جمال الحيمودي بالضربة القاضية في أول ملاكمة نوعية تشهدها ملاعب كرة القدم في تاريخها (القديم والجديد)، وكان ذلك بين شوطي مباراة الهلال والترجي التونسي..بعد الضربة القاضية، سألت الصحف خبيرنا العالمي كمال شداد عن رأي قوانين الفيفا في الحدث وعن العقوبات المتوقعة لرئيس نادي الهلال، فأجاب شداد بنص معناه : للأسف لا أستطيع التكهن، وقوانين الفيفا لاتحمل نصاً يعاقب رؤساء الأندية في حال ملاكمتهم حكام المباريات، فالذين شرعوا قوانين الفيفا لم يتوقعوا أن يحدث مثل هذا الحدث في (عالم كرة القدم)..!! :: تذكرت تلك الوقائع – وحيرة البروف شداد – مساء الأثنين الفائت باستاد بورتسودان.. بعد إنتهاء مبارة حي العرب والنيل الحصاحيصا لصالح حي العرب بهدف ، إبتهج جمهورالرياضة ببورتسودان بإنتصار فريقهم، وهتف بهتافات بالهتافات المألوفة في دور الرياضة ( تحفيز ومكاواة)..محمد سيد أحمد – رئيس اتحاد الحصاحيصا ومساعد رئيس الإتحاد العام و رئيس كيان الشمال – لم يحتمل أفراح جماهير حي العرب، وعبر عن غضبه من تلك الأفرح بالبصق في وجوه الجماهير مع التفوه شتماً وسباً ..لولا لطف الله ثم تواجد بعض حكماء المدينة بالإستاد في لحظة البصق على الوجوه، لبصقت سيوف البجا – وسفروقاتهم – دماً ودموعاً في وجه محمد سيد أحمد – والوفد المرافق له – من وطأة الغضب ..!! :: والمدهش، بعد إحتواء غضب الجماهير بالإستاد، قصد محمد سيد أحمد نادي حي العرب، لا ليعتذر لجماهير النادي والبحر الأحمر ، ولكن ل (يبرر خطل تصرفه)..لم أقصد كل الجمهور بالبصق في وجوههم ولكن قصدت بعضهم، أو هكذا برر مساعد رئيس الإتحاد العام – ورئيس اتحاد الحصاحيصا ورئيس كيان الشمال – تصرفه الأشتر، فسخر منه أقطاب النادي ورواده وخاطبوه : ( عذرك أقبح من ذنبك)..ونجح الصادق المليك وآخرين في إحتواء غضبة أخرى بالنادي، وخرج سيد أحمد – من النادي أيضا – محاطاً بسياج من الحكماء والعقلاء..من أين أتت رياضة بلادي بهؤلاء الحمقى؟، أوهكذا تساءلت أمام المشاهد التي لاتزال حديثة المدينة.. فالمعروف عن حمقى السياسة انهم توافدوا إلى سوح السياسة من أحزاب خربة لم تحسن تربيتهم بحيث يكونوا (حكماء وعقلاء)، فمن أي الأبواب توافد حمقى الرياضة إلى ملاعب الناس ..؟؟ :: للأسف، حمقى الرياضة أيضاً كما حمقى السياسة، توافدوا من أبواب ذات الأحزاب الخربة و(الكيانات الجهوية)..ما كان يجب فتح دور الرياضة وأبواب ملاعبها وعضوية أنديتها لهؤلاء الذين أفسدوا حياة الناس السياسية والإجتماعية بسياستهم الساذجة وجهويتهم المنتنة، فالقادم إلى سدة السلطة الرياضية على ظهر حزب حاكم أو كيان جهوي كما القادم إلى سدة السلطة السياسية على ظهر دبابة بحيث يرى الكل قطيعاً يجب أن يساق ب( الكُرباج) وليس بالحكمة والعقل..قديماً كان المجتمع المعافى يقدم أفضل الحكماء والعقلاء إلى قيادة العمل الرياضي بالاتحادات والأندية، حتى صار الكل يضرب بحكمتهم ورجاحة عقلهم المثل..( خلي روحك رياضية) أو هكذا كانت روح الرياضة – والرياضي – هي المثل الأعلى في المجتمع والقدوة الحسنة بين الناس..!! :: ولكن اليوم – وليس في الأمر عجب – كما إختفت كل الأشياء الجميلة من حياة الناس والبلد، إختفت أيضاً تلك الروح الرياضية من سوح الملاعب ودور الأندية، وحلت محلها أرواح تلاكم الحكام بالضربة القاضية عند الهزائم وأخرى تبصق في وجوه الجماهير المنتصر فريقها، فأصبح الحال الرياضي العام ( لاكورة ولا أخلاق)..وكما إحتارت قوانين الرياضة في عقاب رئيس الهلال سابقاً، سوف تحتار قوانين الإتحاد العام في عقاب رئيس اتحاد الحصاحيصا حالياً، وهكذا تأتي قادة رياضة بلادنا كل يوم ببدعة (تحير الفيفا)..وعليه، فالفيفا – ومحكمتها الرياضة – بحاجة إلى إعادة صياغة القوانين العقابية لتواكب نصوصها أخلاق قادة الرياضة بالسودان ..!!