كانت تبكي بحرقة وهي تحدثني عن قصة إستغلال مدير أحدى الشركات لحاجتها للوظيفة، وطلبه منها ان تمده بمؤهلاتها (الجنسية)، بدلاً من تلك الشهادات العليا التى تحملها تلك المسكينة، والتى لم تتوقع ان تدرس لأكثر من (15) عاماً لتأتى وتتفاجأ أن المؤهلات تتعدى كل تلك السنوات، وتختصر في (ساعة زمن) تقضيها بين أحضان ذلك المدير (المنحط) والمريض جداً والذى يحتاج للتأهيل النفسي. وليست قصة تلك الفتاة التى حدثتني عنها قبل مدة هي الوحيدة، فكم من مرضى يجلسون خلف طاولات التعيين في بعض المؤسسات والشركات ومكاتب التوظيف، والذين ينتهزون فرصة (حوجة) فتاة للعمل لكي يعرضوا عليها بضاعتهم السيئة والخاسرة والمتبرجة. وبقدر ماألوم اولئك فأنني بالمقابل الوم كل فتاة تعرضت لذلك الموقف وامتنعت عن الحديث وخافت من (الفضيحة)، تاركة ذلك المأفون يواصل عروضه (الخليعة) ويستند على قاعدة (المتعة مقابل الوظيفة)، فلو تحدثت كل فتاة وارشدت الجهات المسؤولة إلى (وكر) تلك الشركة أو المؤسسة وتحديداً لمكتب ذلك الرجل المُنحل، فيمكن ان تساهم بصورة مباشرة في محاصرة الظاهرة وبالتالي إنكماش رغبات البعض منهم والتى صارت اليوم تمارس بصورة سافرة ومخجلة جداً. وسؤال يطرح نفسه بشدة..وهو لماذا يستغل اولئك حاجة الناس لتحقيق اهدافهم الرخيصة، لماذا لايضعون في الاعتبار ان بناتهم ونسائهم وبقية (نواعم) اهلوهم، ليسوا بمعرض عن مواجهة نفس المصير، ونفس الموقف الذى قاموا بتمثيله مع فتاة لاحول ولاقوة لها. حكايات كثيرة نستمع اليها يومياً، فتاة تحكى عن محاولة مدير مرموق للتحرش بها داخل مكتبه مستنداً على خلفية انه (سيد اللبن) وصاحب المال الذى لاترفض له (نزوة)..وأخرى تحكى عن صديقتها التى انهارت امام ذلك الذى ظل يطاردها بطلباته المجنونة، ويعرض عليها النعيم إن وافقت، والجحيم إن رفضت..(وطبعاً الجحيم هو أن يقوم بفصلها بأي مبرر كان أو سبب لايعلمه الا هو فقط). جدعة: لاننكر ان كثير من اصحاب تلك المؤسسات والمناصب على قدر كبير من الالتزام والاخلاق والصدق، ولكن اهلنا قديماً قالوا (البصلة كان فسدت..بتعفن الشوال)...ولابد لحواء اليوم ان تزيح قناع الخجل ومبررات الفضيحة الواهية التى تشابه خيوط العنكبوت، ولابد ان تكشف مايدور خلف الابواب المغلقة، ولتعلم بذلك انها تساهم بشكل كبير في تنقية المجتمع من الشوائب والقاذورات، ولتعلم كذلك انها ستكون محط إعجاب الجميع وستفتح لها مقابل وظيفة واحدة آلاف الوظائف، فالبلد ماتزال تعم ببعض خير أهلوها. شربكة أخيرة: والله يااخوانا حيرتونا..الواحدة تجيكم تاني بي (ولي أمرها) ولا شنو..؟؟ الشربكا يحلها - احمد دندش صحيفة الأهرام اليوم
