يبدو أن موسم (الزعل) قد بدأ فعلياً داخل أضابير حوش التلفزيون القومي. فبعد أن كشف مدير قناة النيل الأزرق في تصريحات للرأي العام (زعل) مدير التلفزيون القومي من صفقة بيع أسهم القناة لرجل الأعمال وجدي ميرغني، وذلك بعد أن تمت الصفقة دون علمه -بحسب إفادة الجنرال- جاء الجنرال نفسه ليقوم ولأول مرة بفتح بلاغ ضد الصحفيين، وذلك في شخص الزميل عبد الرحمن جبر ب(آخر لحظة)، مؤكداً بذلك أن الأوضاع داخل الحوش ربما ستنتقل في المرحلة القادمة إلى وتيرة متسارعة جداً و(مخيفة) في ذات التوقيت. في اعتقادي أن (زعل) مدير التلفزيون محمد حاتم من صفقة بيع أسهم الشيخ صالح كامل -بحسب الأخبار- لا مكان له من الإعراب إطلاقاً وذلك لأسباب عدة في مقدمتها أنه يشغل منصب المدير العام للهيئة ومن المستحيل أن تتم مثل تلك الصفقة دون علمه، وإن تمت بالفعل بدون درايته فتلك نقطة أخرى، على الرغم من أن محمد حاتم نفسه لديه ذكريات سيئة للغاية من الشراكات المختلفة وتشهد على ذلك العديد من النماذج سواء قناة النيلين أو سنابل أو غيرها من الشراكات التي دخل فيها محمد حاتم سليمان ولم تحقق أي نجاح يذكر. أما (زعل) مدير قناة النيل الأزرق حسن فضل المولى من الصحفيين وإقدامه على خطوة فتح بلاغ في مواجهة صحفي، فذلك (زعل من نوع آخر) يحتاج لأن يتم التنقيب عنه بشيء من الحيادية والمهنية، خصوصاً أن مدير قناة النيل الأزرق لم يَعْتَدْ على الدخول في مواجهات مباشرة مع الإعلام والصحافيين وظل طوال فترة توليه مقاليد الإدارة في القناة حلقة وصل بين الصحافة والقناة، وظل أيضاً يحتفظ بالكثير من العلاقات الحميمة مع عدد كبير من الصحافيين. إذاً، لماذا أقدم حسن فضل المولى على مثل تلك الخطوة في هذا التوقيت تحديداً؟. جدعة: الأحاديث التي سرت هنا وهناك عن إمكانية فشل صفقة بيع أسهم قناة النيل الأزرق لرجل الأعمال وجدي ميرغني بسبب (زعل) محمد حاتم، أعتقد أنها أحاديث (عاطفية) ليس إلا، وإن فشل تلك الصفقة لن يتحقق إلا إذا كان العقد الموقع بين الشريكين يقضي بالعودة للشريك الآخر في حال البيع، وألا يتم البيع إلا بالرجوع إليه، ففي هذه الحالة فقط يمكن أن يستخدم محمد حاتم حقه القانوني ويقوم بإفشال الصفقة، أما خلاف ذلك فلا أظن أن لديه أي خيارات بخلاف الاستمرار (في الزعل). شربكة أخيرة: مدير التلفزيون القومي محمد حاتم مطالب بأن يكشف لنا عن أبعاد قضية بيع الأسهم أعلاه بالكثير من التفصيل وأن يتحدث لنا عن حقيقة تجاوزه في تلك الصفقة، ومدير قناة النيل الأزرق مطالب كذلك بأن يكشف لنا عن سبب استعدائه للصحافة ولجوئه للقانون بسبب مقال صحفي، وذلك حتى تتضح الصورة للجميع بالمقدار الذي يجعل الناس (تفهم).! الشربكا يحلها - احمد دندش صحيفة السوداني
