الدودة الشريطية طفيل معلوم ومعروف طولها من أربعة لتمانية أمتار "النوع البقري".. توجد كحويصلة في عضلات الأبقار.. الزول ياكل العضلة الفيها الحويصلة دي.. وفي بطنو تتفقع وتمرق منها دودة.. تشعبط في جدار المصارين.. وتفتح خشمها.. وأي أكل ياكلو الزول بعد ما يتهضم سمح.. ويبقى علي الفائدة والامتصاص.. تشربو الدودة دي جت حامدة شاكرة وتتوالد.. وتسكن.. وتبقى ليها المصارين بيت مال وعيال.. والزول ياكل وياكل.. ومافي شي باين عليهو.. حالتو تحنن.. وعندو كريشة"تِنبِلّة".. وللكرش عندنا لها اسماء (الكرش والتِنبِلّة والزِنقلّة) تختلف تماما.. الكرش قد تكون عامة أما التِنبلة "بكسر التاء والباء" فهي كريشة صغيرونة تظهر في الزول الضعيفوني وتكون واضحة انها ما كرش سُمُن ولا كرش صحة.. وتكون اكثر وضوحا عند الأطفال.. إما الزنقلة "على وزن تنبلة" فهي كرش الزول الصحتو كويسة وهي كرش نعمة.. وقد كانت في حقبة تاريخية معينة مثالا للناس الرمرامين "أب زِنقِلة كلب الحِلة".. كما يسمى صاحب هذه الكرشة احيانا بارجُغُل.. "بارجُغُل في بطنو شُغُل".. وهي محاولة حرب إعلامية على الفساد والمفسدين.. يعني بدل ما يقولو ليهو انت فاسد ويبقو في سين وجيم يقولو ليهو "بارجُغُل في بطنو شُغُل" ويا دار ما دخلك شر!!.. قلت ان مضيّف الدودة الشريطية يكون عندو تنبلة والعيونات غاتسات.. والشعر مظعوط.. والكريعات مفاريك أو غالبا مساويك.. وأي اكل يختوهو ليهو ياكلو ويقوم بو جت.. وعندها ظهر المثل "الأكل السوسة والعافية مدسوسة".. السوسة مقصود بيها سوسة الخشب.. يسوّس الخشب والسوسة تاكلو كلو.. وبنهم وبسرعة شديدة.. ظهر هذا المثل في حقبة انتشار الدودة الشريطية في السودان من غير أن تكتشف ويتم علاجها ومحاربتها.. كما ظهر معه في نفس الحقبة النشيد القومي في تلك الحقبة "راسو كبير كرعينو رقاق.. شن سمو؟.. سمو العولاق".. وهو نشيد يستعمل في الهتافات والمظارهات المستهدفة الشافع أب راسا كبير وكرعين رقاق دا.. وخاصة لو كان عامل شكلة وتحالف عليه صبية وبنات الحي.. فيسير الموكب المهيب خلفه وهتافات داوية "راسو كبير كرعينو رُقاق.. شن سمو؟.. سمو العولاق".. تهتف الجموع "راسو كبير كرعينو رقاق" كمجموعة واحدة.. ثم تنقسم في الشطر التاني من الهتاف الي مجموعتين مجموعة تتساءل: "شن سمو؟".. والمجموعة الأخرى تجاوب" سمو العولاق".. وهكذا.مع تبادل السؤال والإجابة في كل مرة بين المجموعتين.. أعتقد أن هذا النشيد التاريخي كان له أثر كبير في تحور وتطور الأغنية الشعبية في فترة السبعينات مع ظهور ترباس وعبد الوهاب الصادق وأبوعبيدة حسن.. كان الفنان يردد جزءا من مقطع والكورس يردد باقي المقطع.. يعني ببساطة الفنان والشيالين مع بعض يرددوا: "راسو كبير كرعينو رقاق".. وبعد كدا الفنان براهو يقول "شن سمو؟".. ويرد عليه الكورس "سمو العولاق".. فتزغرد النساء ويبشر الرجال..!!!! الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي