بعد أن أعلن الرئيس التركي عبد الله غول أنه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثانية فاتحا بذلك أمام أردوغان طريق الترشح للرئاسة، سارعت المعارضة التي تسميه منافس أردوغان الذي من المتوقع أن يعلن اليوم الثلاثاء رسيما ترشحه للرئاسة في انتخابات أغسطس المقبل، وسيجد أردوغان منافسا قويا هو رئيس رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا أكمل الدين إحسان أوغلو مرشح المعارضة، حيث أعلن أبرز حزبين معارضين في تركيا حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي أن أوغلو هو مرشحهم المشترك. مشكلة أوغلو المعروف كمثقف معتدل أنه لم يشتهر كرجل سياسية يعمل بالشارع مع الجماهير بل مع النخب، وهذا قد يذهب لصالح أردوغان الذي في حال إعلان ترشحه اليوم وفوزه، وهو متوقع برئاسة تمتد ولايتها حتى 2019 سيصبح الرجل الثاني بعد مؤسس الجمهورية التركية في ثلاثينيات القرن الماضي كمال أتاتورك الذي يحكم تركيا لفترة طويلة، فأردوغان يترأس الحكومة التركية منذ العام 2003. قبل الإعلان الرسمي اليوم عن نيته الترشح، أطلق أردوغان حملته الانتخابية في أوساط الجاليات التركية الكبيرة في ألمانيا والنمسا وفرنسا التي سيمكنها للمرة الأولى المشاركة في الاقتراع في البلاد التي تقيم فيها. سياسياً، دفعت حكومة أردوغان الإسلامية المحافظة هذا الأسبوع إلى البرلمان مشروع قانون لتحريك عملية السلام المتوقفة حاليا مع الانفصاليين الأكراد في حزب العمال الكردستاني بهدف الحصول على دعم قسم كبير من أكراد تركيا الذين يقدر عددهم ب (15) مليوناً، ويخوض أردوغان غمار التنافس على الرئاسة بعد اجتيازه وحزبه حزب العدالة والتنمية عقبة الانتخابات البلدية في مارس الماضي، التي خيمت عليها فضائح الفساد التي طالت حكومة أردوغان وحتى أفراد من أسرته، وظن الجميع أنها كانت القاضية لحزب العدالة والتنمية الذي خاض تلك الانتخابات على وقع الاحتجاج المتواصلة خلال العام 2013، التي استخدمت خلالها حكومة أردوغان العنف في تفريغ المحتجين مما أثار عاصفة من الانتقادات الغربية لحكومة أردوغان. ومع المنافسة الشديدة من قبل رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي المعتدل الذي يطالب بإبقاء الدين بعيدا عن السياسية تظل فرص أردوغان كبيرة في الفوز بالرئاسة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى فوزه من الدورة الأولى على الأرجح، حيث يقول استطلاع معهد جينار إن أردوغان سيحصل على 55% من نوايا أصوات 52,6 مليون ناخب تركي. وبموجب الدستور التركي، فإن منصب الرئيس لا يعدو أن يكون منصبا فخريا، ولكن أردوغان الطامح للمنصب سيسعى إلى إكسابه المزيد من الصلاحيات وسبق لأردوغان أن صرح في أبريل الماضي حتى قبل إعلان ترشحه بأن الرئيس المقبل لن يكون شكليا بل رئيسا يعمل بكد وجد. العالم الآن - صحيفة اليوم التالي