! أستاذ إسحق الخراب الذي صنعه الإسلاميون بالسودان والعالم يوشك أن ينتهي.. وباقي ليكم لحد الانتخابات الجاية و.. «س» أستاذ «س» خطابك طويل.. لكننا نضطر للإيجاز أستاذ في اليمن.. الستينات.. أهل المحكوم عليه بالإعدام كانوا «يرشون» الجلاد الذي ينفذ الإعدام بالسيف.. ويتوددون له حتى يقوم باختصار تنفيذ حكم الإعدام.. إعدام حبيبهم. فالعادة كانت هي أن يدخل المحكوم عليه إلى دائرة حولها المتفرجون.. والمحكوم عليه يشرع في الجري.. والجلاد يتبعه.. ويطعنه بسنان السيف.. طعنة هنا.. وهنا.. وهذا يجري وينزف.. ويترنج في عذاب طويل. وكثيرون مثلك يجرون في الدائرة هذه.. الآن.. والشعوب العربية تجري في الدائرة هذه.. الآن. وكل شيء مصنوع بدقة.. مصنوع لأنه خطوة الآن.. تتبعها خطوة قادمة. «2» وبعض الصناعة هو. الآن ما يجري هو الشعور بالعجز والمهانة. والعجز يخلق اليأس. واليأس يخلق.. إما السقوط والاستسلام أو الانفجار الأعمى. والخطوات هذه مصنوعة بدقة. «3» والثورات العربية كانت شيئاً يجري يطارد شيئاً لاصطياده.. مجداً أو تقدماً. الآن الثورات العربية تجري لتهرب من شيء يصطادها هي.. خرابا كاملاً. ٭ والشعوب الدائخة تتخبط تحت الأسئلة.. وفي القصة صياد يطارد ذئباً.. وأثناء المطاردة الصياد يسأل نفسه عما يشعر به هذا الذئب الآن.. ما هو؟ والذئب يلجأ إلى كهف.. ومن الكهف يخرج قطيع مجنون من الذئاب. والصياد. وهو يستدير هارباً.. يعرف الإجابة عن سؤاله. الشعوب العربية الآن تعرف ما عرفه الصياد هذا. وخطابك يكشف أنك تعرف الشعور هذا.. لكن ما يكشفه خطابك هو أنك تقاتل وتلطم. باحثاً عن إجابة.. ولا ترشو الجلاد!! «4» ونفرز كيمان الحديث. وعن الثورات.. السودان سبق الشعوب في الثورة لكن! الثورة.. عادة.. هي شيء يقوم به الشعب.. ويحرسه الجيش. في السودان الثورة شيء يقوم به الجيش ويحرسه الشعب.. حراسة تبلغ ما بثته ساحات الفداء. بعدها الإنقاذ تأكل نفسها إلى درجة تعيدها من ثورة إلى «انقلاب». وهذا أيضاً مصنوع.. مصنوع بدقة. «5» وتدمير الإنقاذ أسلوبه هو أن العدو عرف أين تقع قوة الإنقاذ. وأنه الإسلام الشجاع. وهدم الإسلام هذا في النفوس يبلغ درجة تنجب مثل خطابك. وبالمناسبة.. أنت كتّاب!! وفي سطرين نحدثك عن الإسلام والسودان و«ننقض» حديثنا. والسودان هو من يصنع أول دولة إسلامية رداً على سقوط الأندلس «المملكة السنارية المسلمة». والسودان هو آخر جيش يقاتل دفاعاً عن الخلافة العثمانية في الشرق.. علي دينار. وكأنك تقول: السودان حكمته مائة حكومة بعدها.. فأين هي عظماتها.. ثم الإنقاذ أول من أقام حكومة إسلامية في القرن العشرين. «ونحن لا نعترف بإسلامية إيران». «6» ٭ ونخلص من حوار أنفسنا إلى حوارك. وخطابك يقول: أستاذ إسحق : هذه أيام جيڤارا. .. هل عندكم.. جيڤارا؟ وتقول: جيڤارا الشاب القوي قائد المضطهدين ضد أولاد ال «....» وتطلب إجابة. والإجابة بعضها هو: جيڤارا هذا.. شاب هو مخلص وذكي؟؟ : نعم. : وقائد للمضطهدين في الأرض ضد الظلم؟ : نعم. لكن من يجمع صفات جيڤارا هذه ويصفق لها هو.. الإسلاميون.. قبلكم ومعكم. والسبب هو أن ما تسرده كله عن جيڤارا هو/ عند الإسلاميين وغيرهم/ شيء يسمى «مكارم الأخلاق». والإسلام إنما جاء «ليتمم» يتمم.. مكارم الأخلاق. الأمر يعني أن الإسلام يعرف أن مكارم الأخلاق موجودة.. وناقصة .. تائهة في الصحراء. يعني أن جيڤارا «حقنا» نحن الإسلاميين. بينما الشاهد الآخر هو أنتم. الشاهد الثاني هو «179» قياديا شيوعياً هم أعضاء مجلس السوڤيت أول مجلس لقيادة الدولة الشيوعية. لكن؟ القادة هؤلاء «179» كلهم قائد مثقف.. شجاع و.. و... ينتهي أمرهم أغرب النهايات. أكثر من مائة من هؤلاء انتحروا أو نحروا. و«الجنون» ينقذ كثيرين منهم من الانتحار أو النحر والسبب؟ السبب هو: الشيوعيون هم.. من هنا.. ومثل كل البشر يحبون مكارم الأخلاق.. راجع صفات جيڤارا. والشيوعيون.. من هناك يرفضون مكارم الأخلاق باعتبارها صفات برجوازية. والصراع بين فطرة الله وفطرة ماركس يقود إلى الجنون والانتحار والذبح. والمفتاح هذا يصلح لتقديم تفسير لكل كتابات وأدب وفكر الشيوعيين في تاريخهم. «7» وهذا كله هو مقدمة للحديث الحقيقي. ما يبقى هو أن حديثنا هذا ليس أكثر من «فرشه» تمهيداً للرد على خطابك. وما يبقى هو أن الإنقاذ باقية. آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]