أقول دوماً أن كارثة معظم المطربين في السودان تتمثل في مجاملتهم للآخرين على حساب انفسهم وسمعتهم واسمائهم، وذلك عبر ترديد اغنيات لاتتناسب مع خامة اصواتهم ولا إحساسهم ولا مقدراتهم التطريبية، تلك الكارثة التى نجدها حاضرة في الغالبية العظمى من برامج المنوعات والتى تتم خلالها إستضافة احد المطربين. اذكر قبيل سنوات انني شاهدت برنامجاً تمت خلاله إستضافة فنان شاب، فداعبه المذيع بأنه لايعرف اداء أغنيات الحقيبة، فأنفعل ذلك الفنان الشاب وأصر على ترديد إحدى أغنيات الحقيبة الصعبة جداً ليعرض نفسه ل(مرمطة) شديدة في صحف اليوم التالي والتى سخرت من ادائه للاغنية ونصحه الكثير من النقاد بأن (يلزم الجابرة) ويلزم كذلك اغنياته الخاصة التى يرددها. امس الاول شاهدت حلقة من برنامج اغاني واغاني، وفوجئت ب(عمنا) السر قدور يدفع بأربع فنانين (حتة واحدة) لإداء اغنية (عندي كلمة) للراحل محمد أحمد عوض، تلك الاغنية التى لم تكن تتناسب مع ثلاثة من الموكلين بأداء المهمة، وهم عاصم البنا وجمال فرفور وعمر جعفر، وتحديداً عمر جعفر الذى (كشفته) تلك الاغنية وكشفت (الاعطاب) الكبيرة التى يعاني منها في اسلوب وطريقة الغناء والصوت. قبل ان نلوم ذلك الثلاثي على قبول عرض السر قدور (الملغوم)، دعونا نلوم السر قدور –وصحبه- على توجيههم لزمن البرنامج بما يتناسب مع اعلاناتهم، بحيث يصبح زمن المادة الفنية المقدمة عرضة للنقصان في اي لحظة، وبالتالي يصبح (دمج) مجموعة كبيرة من الفنانين في اغنية واحدة هو نوع من انواع (اللملمة) و(ارضاء البعض) من الفنانين اصحاب النزعة العدوانية والذين يمكن ان يتسببوا في مشاكل عديدة حال تجاوز اصواتهم في اي من الحلقات، وتلك نقطة يجب ان ينتبه اليها قدور في المستقبل وان يعمل على منح المادة الفنية المقدمة مساحتها الطبيعية وإن اضطر لإضافة حلقة اخرى. اسوأ مافي البرامج الناجحة في هذه البلاد، هو تردئ جودتها بعد مرور سنوات عليها، تماماً مثل بعض (المطاعم) المنتشرة في الخرطوم والتى ماان يقص شريط افتتاحها حتى تبدأ في تقديم خدمة مميزة للزبائن، وماإن يعتاد الزبائن عليها، حتى تعمد لتقليص الجودة طلباً للارباح عملاُ بالمقولة الشهيرة: (التجارة شطارة). (الكلفتة) اكثر مايمكن ان يضر ببرنامج اغاني واغاني، واستسهال المادة الفنية المقدمة خطر ينسف الفكرة الرئيسية للبرنامج والتى تقوم على التوثيق والتطريب، ومجاملة مطربي اغاني واغاني للسر قدور واستجابتهم ل(استفزازاته) في بعض الاحيان، امر ربما يدفعون ثمنه في المستقبل غالياً جداً. جدعة: في سنوات خلتّ قام المطرب الراحل محمود عبد العزيز بتقديم نفس الاغنية السابقة لوحده، وحقق عبرها نجاحاً منقطع النظير، وتلك جزئية ينبغي الاشارة اليها، على الاقل ليعرف الكثيرون الفرق مابين من يغني ل(يكسب)، ومابين من يغني ليخسر (اوزاناً اضافية من الشهرة والنجاحات). شربكة أخيرة: معقولة اربعة فنانين في اغنية واحدة..!....دي اغنية دي ولا (نفير) يااخوانا..؟؟ الشربكا يحلها - احمد دندش صحيفة السوداني