عزا أحد القادة الإعلاميين في سول التقدم العلمي الذي حققته كوريا الجنوبية إلى جهود مواطنيها، ودعا الوطن العربي إلى إتاحة المجال أمام أبنائه لكي يعملوا بإبداع وحرية، وأكد أن الإمكانات الهائلة والتقدم لا يأتي من النفط بل من العقول. وجاءت تصريحات جي إيوك شيم -وهو رئيس رابطة الإعلاميين العلميين الكوريين- اليوم الأربعاء على هامش أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي للصحفيين العلميين الذي سيعقد في العاصمة الكورية سول العام القادم، الذي شاركت فيه الجزيرة نت بدعوة من منظميه تقديرا منهم لدورها الريادي في الإعلام العلمي على الصعيد العربي، حسب قولهم. وشرح السيد شيم -في حديث مع الجزيرة نت- كيف كان الشعب الكوري ومنذ 40 عاما يعمل من الصباح حتى المساء لغاية محددة وواضحة، فكانت النتيجة التقدم الهائل الذي مكّن الشركات الكورية مثل سامسونغ من منافسة الشركات العالمية الكبرى الأخرى مثل شركة أبل الأميركية. ونبه رئيس رابطة الإعلاميين العلميين في سول إلى دور البناء الاجتماعي في كوريا في نجاح تجربتها، إذ في المجتمع الكوري يقوم الأب بالعناية بابنه الذي يعتني بدوره بأبويه وبإخوته الصغار، ويمتد هذا الأمر إلى الأحفاد، مما انعكس في تماسك الأسرة وتوفير الدعم النفسي والمادي لأفرادها كي يبدعوا ويتقدموا. وشدد شيم على دور المرأة الكورية في نهضة الدولة الكورية، التي أخذت مكانتها الطبيعية بعد تمكينها في المؤسسات التعليمية والوظائف. عوامل مشتركة و عند سؤاله عن النصيحة التي يوجهها للبلدان العربية للاقتداء بالتجربة الكورية، قال شيم إنه رغم وجود اختلافات بين الحضارتين الكورية والعربية، هناك عوامل تنطبق عليهما سوية، من أهمها توفير الحرية للناس وإتاحة ظروف العمل التي تشجع على الإبداع، بالإضافة إلى تمكين المرأة العربية وإعطائها حقها في العجلة التنموية. وختم شيم حديثه بجملة لافتة، إذ قال إن الإمكانات الهائلة والتقدم لا يأتي من النفط، بل من العقول القادرة على الابتكار والاختراع والإنتاج التي تمثل الثروة الحقيقية للمجتمع ونفطه الدائم. من جهته قال المحرر الطبي والصحي في صحيفة "ميل بيزنس" الكورية، لي بيونغ مِن، إن النظام التعليمي في كوريا هو أساس تقدمها، وأكد أن نسبة الأمية في كوريا أصبحت حاليا صفرا مئويا، وهو أمر ما كان ليتحقق لولا جودة النظام التعليمي. وشدد من -في حديث مع الجزيرة نت- على المستوى المتقدم الذي وصل إليه الإعلام العلمي في كوريا، والذي يكتب في العديد من القضايا العلمية والطبية التي تهم القراء، مثل السرطان والوقاية من الأمراض والاكتشافات العلمية وآخر الأبحاث الطبية. ولفت لي بيونغ إلى أن الطب في كوريا بلغ مستوى متقدما للغاية، مشيرا إلى أن قرابة 210 آلاف أجنبي زاروا كوريا الجنوبية للعلاج في مستشفياتها عام 2013، وهو ما درَّ على البلاد دخلا وصل إلى 400 مليون دولار. الجزيرة