يحكى أن من أكثر تصريحات المسؤولين تداولا وتعليقا خلال الأسبوع الماضي وحتى الآن، ذلك التصريح المنسوب لوزير الصحة بولاية الخرطوم الدكتور مأمون حميدة، والذي قدم من خلاله وصفة غذائية غنية بالبروتين، جاد بها خريف هذا العام وهي الضفادع. وبغض النظر عن السياق الذي ورد فيه هذا التصريح، إلا وباتفاق كل من علق عليه سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحف محمل بدرجات عالية الاستفزاز والاستهزاء بمشاعر الناس من رعايا حكومة السيد الوزير الهمام، فالتصريح العجيب يتزامن – كما يعلم الجميع – مع الموسم السنوي لتداعيات الأمطار والسيول التي اجتاحت منازل المواطنين وتركت أكثرهم في العراء يواجهون مآسيهم دون أن يلتفت إليهم أو يواسيهم أحد، سوى نقيق الضفادع التي يدعوهم السيد الوزير إلى الاستفادة من لحومها غنية البروتين. قال الراوي: إن أكثر ما أثار الناس في هذا التصريح، أن وزير الصحة تجاهل تماما ثقافة السودانيين الغذائية وطبيعتهم وذوقهم في هذا الجانب، وظهر وكأنه يخاطب شعبا آخر من شرق آسيا أو أي مكان آخر بخلاف السودان، وهذا التجاهل لهذه الطبيعة هو ما يفسر هذه الموجة العالية من الاحتجاج على تصريحات الوزير التي حاول أن يغلفها بحقيقة علمية بإظهار أن لحوم الضفادع مفيدة للصحة ومغذية وبالتالي هي الحل لما يمكن أن يفهم ضمنيا بأنه (حالة الجوع التي تعانون منها). قال الراوي: ربما ظن الوزير – والله أعلم – أنه بهذا التصريح الاستفزازي، يهب المواطنين نكتة تخفف عليهم ما يعانونه من مشاكل؛ جزء كبير منها يتعلق بأداء وزارته – شخصيا – في ولاية الخرطوم، لكنه وإن كان قد أراد هذا فهو أيضا يبرهن على مدى ابتعاده وعدم إحساسه بمشاكل مواطني ولايته وبقية أنحاء البلاد، فالأزمة المعيشية باتت حقيقة واقعية، ساطعة وواضحة، وكل إنسان في هذه البلاد يحسها ويكتوي بنارها، بالتالي فإن الذي ينتظره المواطن من مسؤولي حكومته ليس الاستهزاء والسخرية، وإنما الحلول العملية والعلمية والمنطقية أو الصمت، ويكفيه – أي المواطن – مكابدات شؤون الحياة يوميا بهدف سد رمق أطفاله وتوفير الحياة الكريمة لهم بما في ذلك العلاج الطبي بالطبع؛ شأن الوزير واختصاصه الذي نرى أن التقصير فيه صار حديث أي (زول) في هذا الوطن. ختم الراوي؛ قال: على الهامش: التصريح نشر في الصحيفة المعنية على شكل (فاجعة لغوية) حين كتبت الضفادع (الضفاضع)! استدرك الراوي؛ قال: قال ضفاضع قال. أساطير صغيرة - صحيفة اليوم التالي