هل يقع السوق الشعبي بأمدرمان تحت ظل إدارة حكومية تنفيذية تشرف عليه وتديره، أم أن هذا المكان نبت "سريالي" يتحرك وينمو ويتمدد وفقا لأحلام وكوابيس الأشخاص الذين ينتمون إليه ويعملون في أسواقه ومواقفه ومطاعمه ودلالاته وورشه وعلى سياراته و"كاوروه" (...)
مثلت نتيجة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت يوم أمس، صدمة للكثير من الأمريكيين والمتابعين للشأن الأمريكي والشأن الدولي من مختلف دول العالم، وربما تكون هذه أول انتخابات أمريكية تحظى بهذه الحجم من المتابعة الشعبية عالميا. (...)
ما هي الأخلاق، وما تعريفها وما المقصود بها حين يتعلق الأمر بقضايا تخص المرأة تحديدا؟ هل المقصود جسد المرأة؟ عذريتها؟ اقترابها – الخطر – من الرجال؟ تمردها على الأب – الذكر؟ كسرها لرابط العلائق مع الجدة )الحبوبة(؟ انزلاقها إلى وضاعة الواقع المتقشر؟ (...)
قبل ثلاثين عاما أو يزيد، كان هذا الرجل – في هيئته الصبيانية وقتها – يجلس متقرفصا على الأرض وسط عدد كبير من الباعة والبائعات، في سوق ملجة الخضار والفواكه، يفرش أمامه على جوال خيش قطع صغيرة من المنقة المحلية، التي ذهب بنفسه إلى جنائن الفواكه التي تحيط (...)
يحكى أن مواطنا سودانيا (نبيلا) كان يعمل مزارعا، أنجب مواطنا سودانيا آخر (برضو نبيل)، واجتهد وكد وتعب حتى علمه وأوصله إلى أم الجامعات ليتخرج بأعلى الشهادات، ويبدأ بعدها مطاردة الوظائف و(الشغل) قبل أن (يقنع) ويعود (في نبل) إلى حواشة أبوه أو مخمساته (...)
تقول الحكاية – النكتة: “إن الأسد ملك الغابة صادق أحد التيوس – ملوك المراعي، وإنهما اتفقا على السهر وقضاء أمسية بهيجة احتفاءً بهذه الصداقة الوليدة، وبالفعل التقيا في مكان شاعري وجميل بعيدا عن أعين المتلصصين وسهرا وفرفرشا وضحكا وسعدا لوقت متأخر من (...)
تقول النكتة إن لصا تعيسا تسلق سور أحد المنازل بعد منتصف الليل، ممنيا النفس بصيد ثمين، لاسيما أن (الحالة) العامة توحي أن جميع من بالمنزل غارقون في النوم اللذيذ، مما يوفر له فرص سرقة ممتازة بهدوء واطمئنان. إذن.. قفز اللص داخل حوش المنزل، وأول ما فاجأه (...)
يحكى أن العنوان أعلاه يتخذ من المخاتلة والمراوغة مدخلا لبث إحالاته ودلالاته المستولدة من الحكايات التي ستروى في الفقرات التالية لهذا المدخل، فما تقدمه الحكاية الواحدة من الحكايات الثلاث؛ يأتي وكأنه بلا مقصد أو أنها مسرودات عبثية أوجدتها لحظة (زهج) (...)
يحكى أن قصة السيدين “عين” و”سين” تنبني في الأساس على الرمزية الأبوية التي جمعت بين الاثنين وأنتجت الحكمة السردية التي تدفعنا الآن إلى إيراد مجتزءات مبتسرة من هذه القصة. فالسيد “عين” يقع من السيد “سين” موقع الابن للأب، ولكنها بنوة روحية، إذ أن السيد (...)
يحكى أن (ريش الطيور) هو عنوان لفيلم سينمائي قصير من إخراج المخرج السوداني أمجد أبو العلاء، وأبو العلاء أحد المخرجين السينمائيين الشباب (الجدد)، الذين بدأوا يشقون سبلا ودروبا مختلفة في الفضاء السينمائي، ويحاولون التأسيس – من جديد – لسينما تنتج أفلاما (...)
كيف يمكننا التعرف على الإنسان المتدين والتعريف به، وهل هناك شروط معينة يجب توفرها في هذا الشخص تسهل علينا عملية التعرف هذه، وإذا وجدت هذه الشروط هل هي شروط مستنبطة من الدين، هل الدين حدد لنا الكيفية التي تجعلنا نفرز الشخص المتدين من غيره، أم هي شروط (...)
يحكى أنّ المفكر السوداني والزعيم الشيوعي الراحل محمد إبراهيم نقد، كان قد عرف في معرض حوار معه عقب صدور سفره القيم (علاقات الرق في السودان)؛ الكتابة بأنها الدّق وذلك حين قال: “إذا كانت القراية هي أم دق فإن الكتابة هي الدق زاتو”، وبالطبع المقصود (...)
لن يتبقى من مشاهد الانقلاب التركي الفاشل، سوى تلك الصور العنيفة التي تظهر جنودا يتعرضون للضرب العنيف بواسطة مجموعة من الأتراك الغاضبين على الحركة الانقلابية، صور غريبة ومحيرة لجنود مساكين مصابين بالذل بالهوان جاثون على ركبهم وسياط الأفراد تنهال (...)
قد لا تبدو محسوسة للوهلة الأولى كل تلك التقنيات المدهشة المستخدمة في الحرم المكي الشريف بمكة المكرمة؛ هذا بالنسبة للزائر والمعتمر والحاج، الذي بلا شك سيكون مأخوذا تعبديا ودينيا أكثر من التفاته لكل هذه النقلات الحداثية التي تحيط به وتيسر عليه أدء (...)
هذه علاقة أخرى عن الكتب وحب اقتنائها والارتباط بها، لكنها في هذه المرة تتطرف أكثر وتصل إلى مرحلة مرضية تتجاوز الولع الطبيعي وتصل إلى درجة الهوس الذي يقترب في شكل ممارسته من الجنون الاقتنائي، بحيث يتحول الشخص من قارئ نوعي يسعى صوب الاستنارة إلى شخص (...)
القاص والمترجم جمال غلاب، أحد كتاب القصة القلائل، ممن انحازوا بالكامل لهذا الفن السردي الحساس لمتطلباته التقنية واللغوية والأسلوبية، فغلاب – على الأقل حتى الآن – لم ينجرف وراء موجة كتابة الرواية السائدة، التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة (أيقونة) كتاب (...)
هذه حكاية عن رجل فنان، مغني محلي بإحدى المدن السودانية الوليدة، من زمن الستينيات والسبيعينات في القرن العشرين. لنقل إن اسمه حيدر الغالي. رجل أنيق في ملبسه، دائم الابتسام، يتحرك في دائرة مغلقة لم يخرج عن حيثياتها أبدا. يومه يبدأ بعد مغيب الشمس، إما (...)
تقول الحكاية إن خليل الفكي، كان أحد وجهاء مدينته الصغيرة، رجل أنيق ومحبوب، وتاجر مستور الحال، وله مكانة اجتماعية معتبرة. الشيء الوحيد الذي كان يحير البعض في شخصية السيد خليل هو طريقته الغريبة في لف العمامة، وأحد هؤلاء (البعض)، وهو رجل فضولي اسمه (...)
مصادفة بحتة، كشفت لي في حوار مع أحد الأصدقاء، أن صديقا ثالثا ينوي تحويل مبلغ مالي محترم لعدد أكثر من ثلاثين أرملة في الخرطوم. والتحويل من السعودية. أصبت بدهشة كبيرة جدا. وتصورت أن المبلغ سيقصم ظهر الرجل لكثرة عدد المحول لهن، على الرغم من أن الأمر في (...)
أثارت قصة طفل ياباني عاقبه والداه بتركه وحيدا في إحدى الغابات، ردود فعل إعلامية كبيرة، تم التركيز خلالها على عملية البحث عن الطفل التي استغرقت ستة أيام وانتهت يوم أمس الأول (الجمعة)، حيث تم العثور على الطفل بحالة جيدة رغم طول مدة الاختفاء لصغير في (...)
يبدو أن هناك أزمة حقيقية تواجه المثقفين السودانيين، تتعلق بالكتاب الجاد وكيفية الحصول عليه. فمن الواضح أن “استيراد” هذه السلعة المعرفية الحيوية أصبح أمرا متعثرا جدا، ومرتبطا للأسف بكل التعقيدات الاقتصادية الأخيرة التي يمر بها السودان، وعلى رأسها (...)
شاركت الجمعة الماضي في ندوة احتفائية بالأديبين الناقد البروف محمد المهدي بشرى، والروائي حمور زيادة، بتنسيق من الملتقى الثقافي العام في مدينة الرياض بالسعودية واستضافة رابطة خريجي جامعة الجزيرة في ذات المدينة. الجلسة كانت فرصة طيبة للحضور للتعرف عن (...)
اندلعت فجأة مظاهرات احتجاجية في الشوارع الخلفية لحواري أم درمان، الوقت كان بعد الثامنة مساء، خرج شبان وأطفال وبعض النسوة إلى الشوارع شبه الرئيسية وأشعلوا النيران في الإطارات وأغلقوا الطرق وهم يهتفون مطالبين بالخبز والماء والكهرباء. أوقفت الركشة (...)
هكذا، مثلما وجدتني قبل أشهر غارقا في تأمل مجموعة من الأخبار المتنوعة، السياسية والصحية والكارثية والمرسلة في أبواب الطرائف والمنوعات، أجدني اليوم أعاود ذات الحالة، وأفكر بنشر هذه المنتخبات العشوائية لأخبار صادفتني هذا الصباح – أمس – وهي في النهاية (...)
لا أذكر بالضبط التاريخ الذي هجرت فيه تشجيع ومشاهدة لعبة كرة القدم بشكل نهائي، لكن الأمر على كل حال لم يحدث هكذا فجأة، بل حدث في تدرج بطيء ربما استقر سنوات إلى أن زهدت بصورة نهائية في كل ما يتعلق بهذه اللعبة.. وفتنة كرة القدم أمر محسوس للجميع، فلو (...)