:: بكري المدينة، لاعب الهلال السابق، يتصدر أخبار كل الصحف، السياسية منها والرياضية.. وبالتأكيد إنتقال بكري من الهلال إلى المريخ يُعد نجاحاً إدارياً للمريخ في سوق التسجيلات..ولكن فنياً، حسب آداء هذا اللاعب في الميدان ، فانه لن يُفيد المريخ كثيراً.. بكري يصلح لسباق المارثون، ولكنه ضل الطريق إلى كرة القدم، فهو كما - عربة بوكس بلا فرامل - لايتقن غير ( الجري)، ولذلك من مائة فرصة ذهبية - أمام مرمى الخصم - يحرز هدفاً ب (الصدفة)، ثم يحرق - ببقية الفرص - أعصاب جماهير الهلال..ومدرب المريخ بحاجة إلى صبر ثلاث سنوات - وهي فترة العقد - لنقل موهبة بكري المدينة من ساقييه إلى ( عقله) ..!! :: ومع ذلك، أي رغم أن بكري المدينة لم ينفع هلال ( فنياً) ولن يُفيد المريخ ( فنياً)، إلا أن هذا الإنتقال المُفاجئ يُعد ( فشلاً إدارياً) ظل يلازم الهلال منذ عهد الأمين البرير إلى يوم أشرف الكاردينال هذا..ما كان يُميز صلاح إدريس - عن هذا وذاك - ليس ماله فحسب، بل التواضع مع اللاعبين لحد الصداقة ثم الإخلاص للهلال لحد الحماس في المتابعة و(التطرف في الكتابة)، هذا بجانب الرؤية الإدارية التي تضع الحكمة في موضعها و الحسم في موضعه، ولهذا كان الهلال ( مُهاباً) في عهده ، و(غير قابل للتشليع) كما الحال الراهن..نعم كان صلاح يُخطئ ويُصيب مثل كل البشر، ولكنه في كل الأحوال لم يكن يفكر إلا بعقله الإداري - والمتجانس مع الجهاز الفني - قبل إتخاذ القرار ..!! :: ولكن، كما وضح جلياً في إنتقال بكري للمريخ والعجز عن إعادة تسجيل المعز محجوب وعمر بخيت و مهند الطاهر، فان إدارة الهلال اليوم تستلهم قراراتها من أعمدة بعض (كُتاب الهلال)، وليس من عقلها الذي يجب أن يكون (إدارياً)، ولا من جهازها الفني الذي يجب أن يكون ( فنياً)..صديقتنا فاطمة الصادق أقوى تأثيرا من الكاردينال في إتخاذ (القرار الإداري)، وكذلك صديقنا الرشيد علي عمر أقوى تأثيرا من عاكف عطا في إتخاذ (القرار الفني)، وهكذا..وما ذكرهما إلا على سبيل المثال، فالواقع يُشير بأن أي صحفي رياضي يعشق الهلال يستطيع أن يشطب و يسجل رغم أنف (الجهاز الفني)، وما على الكاردينال إلا السمع والطاعة لأقلام معرفتها لواقع أرض الملعب كمعرفة وزراء السياحة لواقع مسارح العمليات العسكرية..!! :: وبهذا التهريج غير المتكئ على رؤية إدارية أو فنية، فقد الهلال في عهد البرير قائده هيثم مصطفى ب (جرة قلم).. ثم يتواصل التهريج المتوارث من عهد البرير ليفقد الهلال - في عهد الكاردينال - قائده عمر بخيت أيضا.. ما قدمه هيثم و عمر للهلال لن يقدمه البرير والكاردينال ولو دفعا مال قارون، ومع ذلك تم الإستغناء عنهما بأسلوب لايشبه الهلال وجماهيره وتقديرها لأوفياء شهد لهم التاريخ بالتكريم و (رد الجميل)، وليس الشطب والإستغناء بأمر ( معتصم محمود)..وليس في الأمر عجب، فالعجز من يدير الهلال حالياً، وكذلك الفشل والتخبط ، ولذلك كان طبيعياً أن يتم الإستغناء عن هيثم مصطفى وعمر بخيت و المعز محجوب و مهند الطاهر مثل أي شبل لم يحالفه التوفيق ..فالإحلال والإبدال من ثوابت الحياة، ولكن ليس بنهج الثور في مستودع الخزف، أوهذا ما يفعله الكاردينال وبطانته في هلالنا العظيم .. وللأسف، الجماهير الوفية - لأنها تحت سحر الإعلام الإداري - آخر من تعلم ..!! الطاهر ساتي إليكم - صحيفة السوداني [email protected]