*ومعاتيه أو عتهاء أو معتوهون جمع لمفردة معتوه .. *وها هو معتوه آخر يقتحم البرلمان ويمزق صور بعض رموزه.. *صحيح أنه لم يوصف بالعته (لسه) ولكن لا نستبعد ذلك على خلفية معتوه القصر.. *وعلى خلفية - كذلك - قصص معاتيه سابقين اقتحموا أمكنة (محروسة!!).. *ودراسة اجتماعية كانت قد أشارت - قبل فترة - إلى تزايد أعداد المعاتيه والمجانين والمخابيل في عاصمتنا .. *وسكتت الدراسة عما إن كان الأمر نفسه ينطبق على الولايات الأخرى أم هو ظاهرة (خرطومية) .. *ولكن دراسات أخرى تحدثت عن تنامٍ مضطرد في أعداد المشردين و المفقودين والتائهين والهائمين على وجوههم.. *وكل واحد من هؤلاء هو (مشروع!) لمعتوه في انتظاره مكانٌ ما كي (يقتحمه).. *فحين تعجز (طاقة) البشر عن تحمل ضغوط متتالية يصبح بعض ذوو الهشاشة النفسية منهم عرضة للجنون .. *وتتبدى الظاهرة هذه - في أبلغ تجلياتها - خلال الحروب ... *فالناجون من مجزرة الحرب العالمية الثانية مثلاً - من الجنود - صار أغلبهم في عداد المعاتيه .. *وجراء الجنون هذا تكثر ظاهرة الاندفاع نحو (اقتحام) الحصون والخنادق والمتاريس في الحروب .. *وما تفعله الحروب قد تفعل مثله (الضغوط!) التي تمارسها بعض الأنظمة على شعوبها في المجالات كافة .. *أي مجلات المعيشة والاقتصاد والتعليم والتوظيف والصحة و(الحريات!).. *وحين بلغت شعوب بعض الدول من حولنا (الحد) انتفضت ضد انظمتها ب(جنون!) فكانت ثورة الربيع العربي .. *فقد عبر عن أحوالها - الشعوب هذه - مقطع من أغنية شعبية عندنا للمطرب ترباس تقول (صبري فات حد الصبر).. *وعدد من الجهات (المسؤولة عن اطلاق التصريحات) في بلادنا لا تنتبه إلى خطورة (إقحام) مفردة معتوه عقب كل (اقتحام!!).. *فهي تظن أنها عبر التبرير (الكسول!) هذا قد جردت القضية من أية أبعاد سياسية بما أن المجنون مرفوع عنه القلم .. *قلم التكليف الإلهي ، والتحليل الصحفي ، والتفسير الخارجي ، والتشخيص الأمني .. *والخطورة تتمثل في احتمال تزايد عدد المقتحمين المجانين هؤلاء ما يجعلنا في نظر العالم شعباً من (المعاتيه!).. *وقد يكون كثيرون منا - بالفعل - ينطبق عليهم قول شاعرنا حاتم الدابي (الدايشين والراسهم لف) ولكنهم لا (يقتحمون!).. *أو - على الأقل - لم يبلغوا مرحلة (الاقتحام الجماعي!) بعد تمسكاً بما بقي من تعقل في رؤوسهم.. *ومن قبل وصف (مسؤول التصريحات) المايوي - أبو ساق - جموع المتظاهرين الذين (اقتحموا) الشوارع بأنهم (عقارب!).. *والآن - وبعد كل السنوات هذه - ليته يشرح لنا كيف استطاعت العقارب وضع حد لنظام (تمكن!) ستة عشر عاماً .. *فالعقارب لا تتخير من الشوارع فقط التي تؤدي إلى القصر كي (تقتحمها!) .. *كما أن (المعاتيه) لا يتخيرون من الأماكن ما كان منها فقط ذا رمزية سياسية كي (يقتحموها!).. *وإذا ما تزايدت الضغوط على الناس أكثر فسوف يدفع بهم (العته) إلى اقتحام الشوارع.. *ومثل هذه الثورات حين تندلع يكون قد فات أوان توصيفها لجهة (التبرير!).. *يعني لن يجدي نفعاً - حينها- أن يُقال عن الثائرين أنهم (عقارب) أو (جرذان) أو (معاتيه!).. *والحكمة قد تؤخذ من فم معتوه (كحالاتي !!!). بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة