عندما طلبت مننا جمعية حماية المستهلك مقاطعة اللحم.. لم أتردد.. بالرغم من أنني فعليا مقاطع اللحم.. لأسباب بعضها صحي ومعظمها اقتصادي.. لكن مساندة مني ووقفة مني مع جماهير (العضاضة).. قاطعتها وحرشت من أعرفه أن يقاطعها.. وكتبت وشنّفت اللحم.. وعددت عيوب اللحم.. وطبقت نظرية الكديسة (كعب ومُر ومكشكش).. ونظرية الكديسة لمن لا يعرفها هي أنه "يحكى أن كديسة طمعت في لبن معلق في معلاق.. وقدر ما شابت ما قدرت تصلو.. لما قنعت منو وعشان تقنع نفسها قالت خليتو هو زااااااتو مُر وكعب ومكشكش فذهبت وهي راضية تمام الرضا بأن العيب ما منها وما من عجزها في الوصول إلى اللبن لكن العيب من اللبن وعشان كدا ما دايراهو".. الظروف الاقتصادية الماثلة خلت معظم الشعب السوداني يتبنى هذه النظرية وتكون الكديسة مرجعيته في الاقتصاد على المستوى الفردي.. قلت قاطعت اللحم وقاطع معي الكثيرون وأعتقد أن حملة مقاطعة اللحم كانت حملة ناجحة.. وقد عشمت في أن يقود نجاحها إلى حملات أخرى خاصة وأن البلد مليانة بالكثير المثير الخطر الداير مقاطعة.. لكن فجأة حسيت إنو جمعية حماية المستهلك قد حرنت.. وتراجعت كثيرا.. وأصبحت زولة نضمي بس وشيل حال.. ونحن ما ناقصين نضمي، النضمي مالي البلد.. قدر مافي زول قاعد ينضم.. إن قعدت جنب ست الشاي الناس تنضم.. وإن ركبت المواصلات الناس تنضم.. في المكاتب وأماكن العمل الناس تنضم.. في النت ووسائل التواصل الاجتماعي الناس تنضم.. في الجرايد نضمي في المجلس الوطني نضمي.. يعني نضمي حماية المستهلك لا بيودي ولا بجيب.. نضم زي النضم الباقي.. بس نضم مسوين ليهو مكاتب وأمين عام ورئيس.. وأعضاء.. وكل مرة في الوسائل الإعلامية يتهموا ويقولوا.. وينضموا ويشيلوا في حال جيهة.. ومرة مرة يداعو.. ونحن نقول يامين.. ومرة ينضمو في شي يحير الما يتحيّر، مرة نضمو في (الخفاض الفرعوني) خلوني يوم بي حالو خليت شغلتي واتمحنت داير اعرف المستهلك منو؟ لي يومكم دا ما عرفتو!!.. أيوا في الضحية جبتوا خرفان للمستهلك بالأقساط وجروا عليهن مساكين العميان شايل المكسر وجابوهن.. "بالرغم من أن الضحية بالأقساط، شرعا فيها شك وظن" مشو جابوها برضو، وفيهم ناس اشتروا خروفين خروفين.. واحد يضبحوهو يفرحوا وليداتهم، والتاني يكسروهو في السوق "باعوهو كاش بنص قيمتو" عشان بي قروشو يجيبو حق النجيّض الفحم والزيت والبصل والطاطم والدكوة والشطة.. عشمي السنة الجاية الحاجات دي تجيبوها مع الخروف بالاقساط برضو.. صراحة شغلتكم دي ما شغلة حماية مستهلك، دي شغلة (مباصرة معايش مستهلك).. قبل فترة دعت حماية المستهلك إلى مقاطعة شركات الاتصلات وحددت يوما بعينه.. ونحن جهزنا تب.. فجأة سكتت.. وتاني نضم مقاطعة الاتصالات دا فوق خشمها ما جابتو.. وما بعرفو البقى عليها شنو؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!.... علا لي حسي يا ناس حماية المستهلك ما فات شي.... باكر إن قلتو للناس قاطعوا الاتصلات وبديتوا المقاطعة تلقوا كتيرين دايرين يقاطعو.!!!!! د. عادل الصادق مكي الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي