عمره 27 سنة ، وصل إلى القاهرة بصورة شرعية بواسطة المراكب النيلية من السودان إلى مصر حتى وصل إلى القاهرة . تعرف على بعض السودانيين المقيمين في مصر والذين يقومون بتصيد الضحايا لصالح عصابات الاتجار بالبشر ثم يحصلون على العمولة، أي هم سماسرة بشر يقيمون في مصر بصورة شرعية ويعتبروا الزراع الرئيسية لتجار البشر وهم من يقومون بتقديم الضحية لهؤلاء المجرمين ليقوموا بطريقة حقيرة بخداع الفقراء الذين يبحثون عن عمل وعن حياة أفضل. من سوء حظ هذا المسكين أنه وقع في يد عصابة للأسف أنهم من بني جلدته ومن أبناء بلدة ، الذين أوهموه أنه سوف يعمل في مكان ويحصل على راتب كبير يعيش به حياة كريمة . لقد صدق هذا الفقير المسكين أبناء بلدة الذين يرتدون قناع الأمانة حتى يوقعوا بهذا الشاب ، الذي صدقهم و أعتقد أن أبواب الرزق قد تفتحت له . تقدم رجلين من الشباب إلى ( ياسر إبراهيم ) وقالوا له، هل تبحث عن عمل ؟ أجاب بلا تردد ... نعم أريد الحصول على عمل و اننى هنا في مصر من أجل إيجاد فرصة عمل وفرح كثيرا هذا المسكين بالكلام المعسول الذي قيل له ، و أخذ ( ياسر ) يحلم بالحياة الجديدة ، وبلا تردد ركب معهم و انطلقت السيارة التي نقلته إلى منطقة تبعد حوالي 100 كم من القاهرة . قام هذين الرجلين بتسليم الضحية الجديدة ( ياسر ) وحصلوا على نصيبهم من العمولة وعادوا إلى القاهرة للبحث عن ضحية جديدة أو ربما ضحايا بأعداد أكبر حتى تنتفخ جيوبهم من المال الحرام. أنتظر ياسر في بيت من الطين في وسط مزرعة حتى وصلت سيارة نقل خفيفة وطلب من ( ياسر ) أن يرافقه في السيارة والجلوس في الخلف حيث تم وضع غطاء فوق السيارة وطلب منه أن لا يتحرك و لا يصدر صوت وتم وضع قيد على رجليه ويداه حتى لا يتحرك ، و أنطلق به أكثر من 250كم بدون توقف كانت مسافة كبيرة تسير على طرق غير ممهدة يستخدمها تجار البشر للوصول ببضاعتهم من الضحايا إلى المحطة الأخيرة وهى المناطق التي يتجمع فيها الضحايا بالعشرات والمئات وتسمى مخازن . عند وصول ياسر إلى هذا المكان، بدأ يشتم رائحة الدم، كل ما حوله يدل على انه في أن هذا المكان مثل المقبرة في صحراء خاوية. جاء ثلاث شباب صغار السن يتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر والسادسة عشر وقاموا بجر ياسر من السيارة مثل الذبيحة من أحدى رجليه حتى سقط على وجهة ولم يكتفوا بذلك ، بل استمروا في سحله على الأرض لمسافة عشرين متر حتى وضعوه في غرفة تحت الأرض لها غطاء حديدي ضيق وتبدوا أنها كانت تستخدم كحوض لتخزين المياه ولكن غضب الله على هؤلاء المجرمين جعل المياه تجف من هذا المكان . عند نزول ( ياسر إلى هذه الغرفة المظلمة ، احتك جسمه مع أجسام أخرى ووقع فوقهم ، فوجد أعداد كبيرة من الاريتريين والسودانيين ، أكثر من 24 في هذه الغرفة المظلمة ، الكئيبة ، والجميع يئن من التعب والألم بسبب التعذيب بالإضافة إلى درجة الحرارة المرتفعة . بعد مرور عدة أيام من الإقامة في هذه الغرفة المظلمة التي تبدوا مثل المقبرة ، تناوب على التعذيب عدة شباب ، كل مهمتهم فقط هي التعذيب ، جاءت سيارتين بيك أب كبيرة ونقلونا إلى مكان قريب وهو عبارة عن بيت داخل مكان محاط بأسوار و به وفى الداخل ثلاث غرف مظلمة و في كل غرفة شباك خشبي وعلية شبك من الحديد ، وجاء رجل يبدوا علية الثراء ويقود سيارة حديثة ويرتدى جلباب أبيض وقال لنا عليكم اليوم الاتصال على عائلاتكم في اريتريا والسودان وعلى كل منكم تحويل عشرة ألاف دولار ، ومن لم يحول أموال سوف يعذب ويقتل . أعطونا هاتف يحمل أرقام خطوط تليفون اسرائلية ، وقمت بالاتصال على أحد اقاربى لان أهلي ليس لديهم هاتف ، نحن نعيش في قرية فقيرة و لا توجد أرقام هواتف أرضية في قريتي ، وقام أقاربي بجمع بعض المال من أهل الخير و من المساجد و من الأقارب و باعت أسرتي البقرة التي يملكوها والحمار الذي ينقلوا عليه ما يحصدون كل يوم ويجمعوا فقط ما يسد أفواههم من الجوع ، وحولوا المبلغ بعد مرور ثلاث شهور وهو أربع ألاف دولار ولم يستطيعوا المبلغ المتفق عليه كاملا . لم يرهم هؤلاء المجرمين ضعفي، وزادوا في التعذيب وفى كل يوم كانوا يفتحون الهاتف ليسمعوا أقاربي صوت صراخي أثناء التعذيب ، وكانون يضعون البلاستيك المسال على كل جزء في جسمي ويضربونني بعنف بلا رحمة و لا شفقه ، و لا يعطوني مياه أو طعام سوى القليل ، وزادت أشكال التعذيب وذاد معها معاناة أسرتي و أقاربي ، من أين سوف يأتون بباقي المال ؟ لقد جمعوا و تسلفوا من كل أهل القرية وباعوا كل ما يملكون ولم يتبقى لديهم أي شيء . دخل شهر رمضان علينا وقلت في نفسي ربما يرحموني ويتركوني، ولكنهم لا يعرفون شهر رمضان ولا أي دين لديهم حتى أنهم لا يخافون الله، هؤلاء ليسوا مسلمون وليسوا بشر بل، كائنات من الشياطين في صورة بشر. أستمر التعذيب طيلة شهر رمضان وكان أخر ما ر أيت من التعذيب أنهم وضعوا مادة كيماوية على جسدي ، جعلت كل منطقة البطن تذوب بهذه المادة الكيماوية ، ولكن قبل ذلك عرفت أن أسرتي قامت بتحويل مبلغ أخر ، أي أربعة ألاف دولار أخرى . لم يدرى ياسر بما جرى له بعد ذلك، ربما أعتقد المجرمين والسفاحين، هؤلاء الكفرة من تجار البشر أن ( ياسر ) قد فارق الحياة، والقوة في منطقة صحراوية وهو في شكل إنسان ميت قد فارق الحياة. لم يدرى بنفسه سوى أنة في المستشفى، لا يعرف من نقلة. أتصل على صديق وقال لي أين حقوق الإنسان ؟ أين الإنسانية ؟ لقد وجدت شاب أسود، لا أعرف من أين، قد وصل إلى المستشفى بالأمس و لا يستطيع التحدث وتغطى كل جسمه حروق لم أرى مثلها في حياتي. وصلت إلى الغرفة التي يرقد بها ( وطلبت من الأطباء عمل اللازم وكل ما يستطيعوا لإنقاذ حياته ، ولكنهم قالوا لى ( نأسف أن نقول لك أن الحالة متأخرة جدا ولم يعيش سوى ساعات ) وقد حاولت التحدث مع ( ياسر ) وكشفت عن جسمه حتى أرى الإصابة ، ولكنني فزعت من هول ما رأيت ، لأول مرة في حياتي أرى هذا الشكل من التعذيب ، وقمت بالاتصال على امرأة سودانية في القاهرة ربما تتعرف على صورة ياسر لنعرف أين أهلة قبل أن يموت ، و تحدث معي ياسر لدقائق قبل أن يفارق الحياة وحكي لى كل ما حدث له ، وكان يبدوا علية الخوف وعيناه شاردة كأنها تطل على الموت ، و طلبت منه أن ينطق ( بالشهادة ) وقد فعل ، ساعتين قضيتها مع ياسر في هذا اليوم وساعتين في الأمس ، وعند حضوري في اليوم التالي صباحا ، لم أجد ياسر في الغرفة ، وعندما سألت عنه ، قالوا لى انه مات فجر اليوم ووضعوه في المشرحة . مات ( ياسر ) وماتت معه ضمائر و مشاعر إنسانية كثيرة، مات هذا المسكين مثل الآلاف من قبلة. العدالة تقول ( من قتل فيجب أن يقتل ) حساب السماء ليس كحساب الدنيا، إذا شنقوا هؤلاء المجرمين، ليس كافيا، يجب أن يموتوا مائة مرة حتى يعرفوا ما اقترفت أيديهم من جرائم في حق الإنسانية. بعد أيام من الإجراءات القانونية ، تم دفن ( ياسر ) ولكن للأسف الشديد لم أستطيع أن أجعل جسمه مستقيم ، شهور طويلة من التعذيب جعلت عظام أطرافة ملتوية لم تستطيع أن تكون مفرودة . دفن ياسر ودفن قبلة المئات ودفن بعدة المئات. رحمك الله يا أخي في الإنسانية ، وربى ينتقم من كل مجرم وسفاح ونسأل الله ان يرينا فيهم عجائب قدرته . هذا الخبر منقول من مذكرات رقم 24 26/6/2014 حمدي العزاز جمعية الجيل الجديد لحقوق الإنسان - سيناء – مصر بواسطة الاخ : Siddig Ghabbash والاخ : عابد محمد ياسر ابراهيم هارون يحيى يعذب في مصر حتى الموت بواسطة عصابات الاتجار بالبشر - تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء) - انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً في إعداد مقالاتنا القادمة . - للتواصل معنا : [email protected] - قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة . - للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا