تم إطلاق شركة اونلاين جورناليزم التي تهدف إلى مساعدة الصحف الأميركية والمطبوعات الأخرى على كسب أموال إضافية من خلال شبكة الانترنت، عبر اشتراكات مدفوعة مقابل حصول القراء على الأخبار. وتأتي الفكرة في ظل الأزمة التي تعصف بصحف الولاياتالمتحدة وتترافق مع تراجع في واردات المطبوعات الورقية الإعلانية، فضلا عن انخفاض مبيعات الصحف وهجرة قرائها إلى المواقع الإخبارية الالكترونية المجانية. واستنادا إلى بيان صادر عن الشركة، تعتزم اونلاين جورناليزم العمل على تسهيل مهمة الصحف والمجلات والناشرين العاملين على الانترنت في تحقيق الأرباح، وذلك من طريق التوزيع الرقمي لمنتجهم الصحافي. ويتزامن تبلور المشروع مع إقفال صحيفتين في الأسابيع الماضية هما ذي روكي ماونتين نيوز في دنفر في ولاية كولورادو، وسياتل بوست انتيليجنسر فضلا عن إفلاس مجموعات صحافية كبرى عدة، من بينها تريبيون كومباني وهي ناشرة ذي شيكاغو تريبيون ولوس انجليس تايمز وصحف يومية أخرى. وصحيفة وول ستريت جورنال هي الوحيدة التي تفرض على قراء موقعها الالكتروني رسوما، مع أن صحفا أخرى عدة، من بينها نيويورك تايمز، أعلنت نيتها اعتماد نظام مماثل. وقد احتدمت المناقشة بين محللي الإعلام في شأن استعداد القراء لدفع بدل مادي مقابل للأخبار التي تنشر على الانترنت، بعدما اعتادوا على الحصول على ما يريدونه مجانا. واونلاين جورناليزم في صدد إجراء مفاوضات مع عدة وسطاء من قبيل محركي البحث ومواقع أخرى، لتقترح اتفاقيات تتعلق بالإجازات وبعائدات حقوق الملكية. ووجهت مجموعة من ناشري الصحف الأميركيين النقد لموقع جوجل نيوز، بسبب إقدامه على وضع وصلات الكترونية لمحتوى مواقع إخبارية من دون أن يسمح لهم بتقاسم العائدات الإعلانية. في حين لم يشك أصحاب صحف أخرى معتبرين أن جوجل نيوز تقف وراء جذب الزبائن إلى مواقعهم. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه دراسة أجريت فى الولاياتالمتحدة أن نسبة الأميركيين الذين يستخدمون الإنترنت مصدرا أساسيا للأخبار وصلت هذا العام 40% أي بزيادة 16% عن العام الماضي, في حين لم تعد نسبة مستخدمي الصحف الورقية مصدرا للأخبار تتجاوز 35%. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الدراسة التى أعدها مركز بيو أظهرت أن التلفزيون -وإن كانت شعبيته لا تزال تفوق شعبية كل مصادر الأخبار الأخرى- تراجع هذا العام من 74% إلى 70%. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التغير يعد صفعة جديدة للصحف الورقية بالولاياتالمتحدة في الوقت الذي بدأت فيه بتقليص عمالها وإغلاق بعض مكاتبها وتقليص نفقاتها للتكيف مع انهيار عائدات الإعلانات. ونسبت لخبراء قولهم إن اقتصاد الإعلام أصبح "في مهب الريح", إذ نقلت عن الخبير في الإعلام الجديد بجامعة كولومبيا سرس سرينيفاسان قوله إن "المشكلة هي أن دولارات الإعلانات بالصحف استبدلت بسنتات التكنولوجيا الرقمية". وحسب الدراسة فإن الشباب الأميركي يتحول بسرعة نحو الإنترنت، فقد وصلت نسبة المستخدمين للإنترنت مصدرا أول للأخبار بين من هم أقل من 29 عاما إلى 59% أي قريبا من نسبة من يفضلون التلفزيون في وقت تراجعت نسبة من يقرؤون منهم الصحف إلى 28%. من ناحية أخرى قالت الصحيفة إن دراسة بيو الحالية كشفت أن أكثر الأخبار شعبية بأميركا في العام 2008 كانت أخبار الركود الاقتصادي إذ تابعها –عن كثب- 70% من الذين استطلعت آراؤهم.