سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسحق أحمد فضل الله : الدولة تعلن هروب ملايين الدولارات للاستثمار في إثيوبيا .. و قصة النفط .. و تهريب كل شيء ما بين الجلود حتى الذهب.. حتى الصمغ.. حتى الماشية
وثري تركي ينظر إلى الأسلوب الميداني الذي يعبأ به زاد المجاهد أيام حرب الجنوب والرجل يحدث السودانيين عن أن رجل مخابرات واحد يستطيع تسميم ألف مجاهد تحت الأسلوب هذا. والرجل يتبرع بمصنع حديث لتعبئة زاد المجاهد. بعدها بشهر.. جهة ما.. قطاع خاص.. تحتفل بافتتاح المصنع لتعبئة سلعة مملوكة لأحدهم. قبلها.. ثري مسلم يبعث باثنين وعشرين مطحنة دقيق.. تكفي حاجة السودان. والمصانع تختفي. مثلها.. بعضهم يعود بمشروع للمهن الصغيرة يسد حاجة مليون أسرة. والمشروع يرفض. والهند تتبنى المشروع هذا ويغطي حاجة الملايين فيها. وثري يهبط الخرطوم يعرض مشروعاً لمصانع نسيج. والمشروع يرفض.. ونصف مصانع مصر اليوم للنسيج هي ذاتها المشروع هذا. وعام 5791 (بن بيلا) رئيس الجزائر الأسبق يكتب في صحيفة الزمان ليقول : ما الذي يجعل أمريكا تبيع قمحها للسعودية بنصف سعر القمح في أمريكا ذاتها؟! قال: حتى لا تتجه السعودية لزراعة القمح في السودان. وزراعة القمح في السودان التي تطلق نجاحاً مذهلاً في التسعينيات تسجل سقوطاً مذهلاً بعد عامين فقط. والدولة تعلن الشهر الأسبق هروب ملايين الدولارات للاستثمار في إثيوبيا. وقصة النفط مثلها. وقصة الذهب الآن. وقصة تهريب كل شيء ما بين الجلود حتى الذهب.. حتى الصمغ.. حتى الماشية... حتى... حتى... (2) والسودان يذهب إلى بيوت النمل منتصف الثمانين بحثاً عن الذرة. والحركة الإسلامية تنقذ السودان. بعدها الحركة الإسلامية تنشق. بعدها الحركة الإسلامية تستبدل القيادات بشخصيات غريبة في عجزها. الآن الحركة الإسلامية تتخلى عن اسمها وتبحث عن اسم جديد. ما الذي يحدث؟! (3) بطل رواية لكافكا يستيقظ من نومه ليجد أنه قد تحول إلى حشرة ضخمة. وفي أخرى الرجل السجين لا يدري من يسجنه. ولا يدري بأي شيء هو متهم. وعليه أن يقدم أجوبة لأسئلة لم توجه إليه. وكلما أجاب بشيء عوقب لأن الإجابة خطأ. والسجين يخرج ويجد أنه لا وجود لسجان ولا حارس. وأنه كان يوجه العقوبة على نفسه. نهاية...؟! لا.. فالسجين يعود إلى السجن في ذعر لأنه لا يضمن أن يكون اختفاء السجن والسجان خدعة لإنزال المزيد من العقوبات عليه. تشكيل نفوس وعقل (كل) العالم العربي اليوم شيء يشبه هذا. (4) والقبائل المقتتلة.. والتمرد كلهم هل يستطيع هدم الدولة؟! نعم. هل يستطيع بناء الدولة؟! لا. هل تعلم هي ذلك؟! نعم. ومن يضع في يدها السلاح والمال.. هل تعلم أنه عدوها؟! نعم. إذن!!. (5) هذا الذي نعرفه نحن وتعرفه أنت.. ألا يعرفه زعماء القبائل؟! يعرفونه. : لماذا لا ينقذون أنفسهم إذن؟! لأن الشبكة صممت بحيث تجعل الهروب منها مستحيلاً. لكنهم هربوا منها أول أيام الإنقاذ. نعم.. لأن من كان يقود النفوس يومئذ هو الإسلام.. والحركة الإسلامية. والآن؟! الآن.. بعد أن تخلت الحركة الإسلامية عن كل شيء.. تتخلى عن اسمها وتبحث عن اسم جديد. (6) وليس صراخاً.. بل سؤال حقيقي هو : ما الذي يجعل المخلصين.. المخلصين حقاً.. يفكرون اليوم بالأسلوب هذا. في السودان.. وفي العالم الإسلامي كله. التفكير بأسلوب سجين كافكا. *** والعربات (051) التي نحدث قبل أسبوعين بخروجها من جوبا إلى عقار تتخذ أمس وضعاً قتالياً.. وتنطلق من الأزرق في اتجاه خور الدليب للهجوم. ألف هجوم.. وآلاف العربات وآلاف القتلى.. من أجل أن يبقى عرمان. العقول الآن هي هذه هناك.. والعقول الأخرى.. هي هذه هنا. وهذا هو العالم اليوم. إسحق أحمد فضل الله صحيفة الإنتباهة