حديث المدرب البرازيلي هيرون ريكاردو مدرب الهلال دائماً مايوزن بميزان الذهب لأنه يصدر من رجل عارف لما يقول ومدرك لوسائل تحقيق مايقطعه من وعود ، من هذا المنطلق ومن منطلقات أخرى كثيرة ذهبنا للرجل نبتغي معه حواراً شاملاً نوثّق به لرحلته مع الهلال ، وكان ريكاردو أريحياً وهو يستقبلنا بمنزله في وجود الصديق جمال عثمان ، تحدث ريكاردو كما لم يتحدث من قبل وتطرق للعديد من المواضيع بعضها ساخن لايحتمل التأجيل تحدث عن الانضباط في الهلال والمعادلة الصعبة التي تفرض عليه اتاحة الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين وفي نفس الوقت تطالبه بالانتصار وعدم التفريط في نتائج المباريات ، وتطرق ريكاردو بالحديث لصالح عبد الله وقال رأيه فيه بصراحة وبنفس الصراحة أدلى برأيه في الإعلام السوداني وتناول علاقة الهلال والمريخ ولم ينس التغزل في جمهور الهلال قبل أن يختم حديثه برسالة خاصة لهذا الجمهور ، عبر هذه المساحة طواف مع ريكاردو حول عدد من القضايا الهلالية فمرحباً بكم وبه * نبدأ من عودتك الأخيرة للسودان ورحلتك التي تحولت من الخرطوم إلى نيروبي ، حدثنا عنها وانقل لنا تلك اللحظات التي عدت فيها إلى هناك ؟ * عندما عدت إلى مطار نيروبي وجدت استقبالاً عظيماً من أسرة السفارة السودانية بنيروبي ، وهذه فرصة لأتقدم لهم بجزيل شكري ، لم أحس هناك بأنني اجنبي يؤدي مهمة معينة في بلاد غريبة ، والتعامل لم يكن تعاملا رسمياً بل كانت هنالك أجواء من المرح والود . * ماهو الشعار المرفوع للمرحلة المقبلة والتي تعتبر مرحلة شديدة الأهمية بالنسبة للهلال خاصة في بطولة الأندية الإفريقية للأبطال ؟ * شعار هذه المرحلة وكل المراحل هو الانضباط ولاشيء غيره ، الهلال لا يحتمل في الفترة القادمة أي تقاعس أو تهاون من أحد ، تابعتم جميعاً ماحدث لكرنقو ، الايقاف لمدة شهر بالإضافة لخصم المرتب وأخبرته أن هذه الفرصة تعتبر الفرصة الأخيرة بالنسبة له ويجب عليه أن يلتزم ، في رحلتي مع الهلال ذهب لاعبون كثيرون منهم من ذهب بسبب عدم الانضباط ومنهم من ذهب بسبب المستوى الفني . * وماهو الجديد في الهلال في هذه الفترة ؟ * الجديد في هذه المرحلة هو التخطيط والتنظيم ، الجميع تابع المجهودات الكبيرة والعظيمة التي قام بها جمال خلال الفترة الماضية وقد تجاوز فيها كثيراً دوره المعروف للناس ، ذهب لزامبيا وجنوب إفريقيا فخطط للفريق خير تخطيط وكانت ثمرة هذا التخطيط أن تمكن الفريق من مواصلة مشواره في البطولة ، اعتقد أن الهلال على مستوى التنظيم والتخطيط الآن أفضل كثيراً من أي وقت مضى . * دعنا ندخل إلى موضوع شديد الحساسية ونسأل هل يمكن للمدرب أن يعادي لاعبه ، نود منك اجابة تستند على خبراتك العملية ومؤهلاتك الأكاديمية ؟ * سأسألك سؤالاً قبل أن اجيب على سؤالك ، لماذا يقول الناس أن ريكاردو لايحب جوليت أو صالح عبد الله مثلاً ولايقولون نفس هذا الشيء عن كرنقو ؟ ، الحقيقة أن هنالك الصحافة تحاول في بعض المرات اثارة الفتنة بين المدرب ولاعبيه ، حتى ترفع من مبيعاتها ، لديّ مجموعة من اللاعبين ومن المستحيل أن أعادي أي لاعب ويستمر معي في الفريق ، الأمر هنا لايستقيم ، المدرب يعمل على تجهيز اللاعبين وبعد ذلك تتم مشاركتهم وفقاً لهذه الجاهزية لكن هنا في السودان هنالك لاعبون محميون من قبل الإعلام . * الحديث في هذه النقطة كثير بالفعل فلماذا تعزي السبب ؟ * خذ مثلاً لاعباً مثل صالح عبد الله ، صالح لاعب كبير وهذه الحقيقة لاينكرها إلاّ (غبي) ، لكن المشكلة تكمن في أن (انتاجه) للفريق ليس بحجم موهبته ، المدرب لايعني له شيئاً ان يمسك اللاعب بالكرة ويراوغ لاعباً أو يمررها من تحت أرجل آخر ليصفق الجمهور ، مايهم المدرب هو فائدة اللاعب للفريق كمجموعة وهذه النقطة هي التي تحدد من يلعب ومن لا يلعب ، خذ مثلاً لاعباً آخر هو سيف مساوي ، هو ليس لاعبا جماهيريا ولايمتلك مهارات وفنيات صالح عبد الله لكن مايميزه أنه لاعب يستلم الكرة بطريقة صحيحة ويمررها بطريقة صحيحة ويقف في المكان الصحيح عندما لاتكون الكرة بحوزته وهو لاعب مقاتل لايتوقف أبداً داخل الملعب ، وإذا ذهبت للجمهور لتسأل أيهما أفضل ستجدهم يفضلون صالح على سيف ، وصالح الآن تحسّن كثيراً عن ماكان عليه في الفترة الماضية وأنا تحدثت معه كثيراً وأخبرته ان اللعب في الهلال لايعتمد على المهارة فقط لكن لتلعب في الهلال يجب أن تعطي أكثر لصالح المجموعة . * على ذكرالإعلام ، كيف تنظر للإعلام السوداني وماهو رأيك فيه خلال السنوات التي قضيتها مع الهلال ؟ * نتحدث بصراحة ، الإعلام السوداني متميز من ناحية المتابعة والتحليل ويقدم خدمات كبيرة وجليلة لكرة القدم ، لكن هنالك مشكلة كبيرة جداً وخطيرة تتمثل في وجود الكثير من (الكذب) يمكن أن تقرأ تصريحاً منسوباً لك دون ان تتفوه بكلمة ، مثل هذه عقوبتها في البرازيل السجن ولاشيء غيره ، وتذكر أنهم سبق ونسبوا لي القول بأنني سأهزم الزمالك وأنا لم أقل شيئاً مثل هذا وعقب مباراة الترجي في المؤتمر الصحفي اعتذرت لمدرب الترجي ولكابتن الفريق عن مانُسب إليّ من أقوال بأنني سأسحق الترجي وسأفعل وسأفعل ، الإعلام هو الذي يكوّن الرأي العام ، إذا قالت الصحف أن ريتشارد مثلاً هو مشكلة دفاع الهلال يتعامل الجمهور على هذا الأساس ويبدأون في الصياح والصفير والمطالبة بتبديله ولايكون هذا هو رأي الجمهور بقدرما يكون هذا هو الطريق الذي رسمه الإعلام للجمهور ليسير فيه ، المطلوب من الإعلام النزاهة والحيدة والتجرد لأن هذه رسالة وأمانة كبيرة . * كثُر الحديث في الفترة الأخيرة عن حراسة المرمى في الهلال وعدّها كثيرون أكبر عقبات الهلال في مشواره القادم كيف تنظر لها ؟ * في مباراة الهلال وزيسكو الزامبي كان الكل يتخوف على حراسة المرمى في الهلال ، لكن الفريق تخطى زيسكو وتأهل وما أود قوله أن الهلال يملك أثنين من أميز الحراس هما المعز محجوب وروي قلواك ، وحتى الدعيع الحارس الجديد القادم يعتبر حارساً متميزاً ويرجى منه . * لك مقولة مشهورة (تشكيلة الهلال عمر بخيت + 10 لاعبين) هل مازلت عند هذا الرأي حتى الآن ؟ * عمر بخيت مستواه تراجع قليلاً ، لكن في الفترة الأخيرة بدأ يستعيد مستواه ويتقدم إلى الأمام ، عمر لاعب شرس ومقاتل وغيور على الشعار وأذكر العام قبل الماضي عندما خسرنا من حي العرب بعد أن عدنا من المغرب بكى عمر بحرقة وبدموع صادقة رغم أنه لم يكن مشاركاً في تلك المباراة ، لكن ما أود أن أقوله أن تشكيلة الهلال الجديدة تعتمد على اللاعب الذي يؤهله مستواه للعب في الهلال وهذا هو المقياس الذي سيخضع له جميع اللاعبين ، أي لاعب لايؤهله مستواه للعب في الهلال لن يدخل التشكيلة حتى ولو كان قائد الفريق هيثم مصطفى . * الاصابات التي لاحقت اللاعبين هذا الموسم إلى ماذا تعزيها ؟ * في فترة سابقة عندما لعب رونالدينهو أربع مباريات في ظرف اسبوعين حدث قلق شديد في المنتخب البرازيلي باعتبار أن اللاعب أُرهق ، هذا رونالدينهو اللاعب الذي يتوفر له كل شيء من رعاية وعناية وتغذية جيدة ، فكيف يكون الحال بالنسبة للاعبين ظلّوا يلعبون لموسمين متتاليين دون توقف ، في أوربا هنالك راحة اجبارية للاعبين لمدة شهر ، الأمر هنا واضح والاصابات تصبح أمراً طبيعياً في ظل هذا الضغط المتواصل والمشاركات المتلاحقة . * اختيار يوسف محمد للمنتخب النيجيري وقيادة داريو كان للمنتخب الموزمبيقي كيف تنظر لها وإلى أي مدى يمكن أن تنعكس ايجاباً على الهلال في الفترة القادمة ؟ * يوسف محمد هو اللاعب الوحيد الذي تمّ اختياره للمنتخب النيجيري من افريقيا وهذا الاختيار يعني أن الهلال يسير في الطريق الصحيح ، ونفس هذا الشي ينطبق على داريو كان وعلى لاعبي الهلال في المنتخب السوداني الذين اصبحوا الآن يلعبون الكرة بسهولة مستفيدين من الخبرات المتراكمة التي اكتسبوها بخوض مباريات كبيرة ، وأنا سعيد جداً لما حققه المنتخب السوداني أمام مالي واتمنى للمنتخب المزيد من النجاحات والانتصارات. * كيف تنظر للعلاقة بين قطبي الكرة السودانية الهلال والمريخ ؟ * علاقة الهلال والمريخ يجب أن تكون أكثر تداخلاً وترابطاً ، ويجب أن يكون هنالك تنسيق كامل بين الناديين الكبيرين في العديد من القضايا والمواضيع مثل زيادة عدد اللاعبين في الكشوفات وعدم اعتماد الانذارات التي توقّع على اللاعبين في المباريات الودية وغير هذه من القضايا الكبرى ، هذا لا يلغي التنافس بين الناديين لكنه يزيد من قوتهما وينعكس على الكرة السودانية بالخير . * مستقبل ريكاردو مع الهلال وحقيقة مفاوضات الزمالك المصري ؟ * جاءتني عروض كثيرة جداً ، لم أناقش أحدا لأن هذا الأمر بيد وكيلي ، من بين هذه العروض عرض الزمالك وهو عرض كبير جداً لكنني احسست ان الوقت المناسب لرحيلي عن الهلال لم يحن بعد ، وعندما يأتي ذلك الوقت سأكون واضحاً سأخبر رئيس النادي وجمهور الهلال الذي أكن له مودة خاصة ، في العام الماضي لم أكن أنوي العودة مجدداً لأسباب كثيرة بعضها أسري وبعضها يتعلق بالترتيب والتنظيم ، لكن بسبب جمال وصلاح ادريس عدت من جديد والأوضاع تغيرت وبات الهلال الآن قريباً من تحقيق الانجاز الكبير إن شاء الله ، العام الماضي كان يمكن أن نهزم النجم الساحلي بأكثر من ثلاثة أهداف لكن أرضية الملعب لم تسعفنا لتحقيق ذلك ، الآن الوضع اختلف أنا لا أريد أن اختلق أعذارا أو ابكي على الماضي لكن يجب علينا أن نتعلم من أخطائنا وبهذا سنصل للمطلوب أما العام القادم فاترك الحديث عنه للعام القادم . * ماذا عن قودوين ؟ * قودوين أصبح جزءا من الماضي ويجب علينا أن نفكر الآن في المستقبل ، ايفياني لاعب واعد وذكي والمستقبل أمامه . * في الختام ماذا تود أن تقول ؟ * كلمتي اوجهها لجمهور الهلال ، عندما حضرت للسودان قبل ثلاث سنوات كان الجمهور يهتف عند كل خطأ يقع فيه اللاعبون ، والشيء الذي لن انساه في مباراة صن داونز الأخيرة والفريق متأخر بهدفين والجمهور يهتف للهلال واسمعهم يقولون لي (ولا يهمّك) ، أنا أريد هذه الروح أن تستمر في المباريات الثلاث القادمة للفريق وبها وبجهد الجميع سنصل إن شاء الله إلى مانريد .
