سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسحق أحمد فضل الله : شيء يتغير بعنف.. في مسار الدولة كلها.. يخاطب العالم بلغته .. و أسبوع واحد يوجز شعور كل جهة الآن بالخطر.. وبالهزيمة.. والشعور بهذا الخطر يصير هو الخطر كله
أسبوع.. أسبوع واحد يوجز شعور كل جهة الآن بالخطر.. وبالهزيمة.. (الوطني.. والأحزاب.. والصحافة.. والمجتمع).. والأسبوع هذا مؤتمر للبشير يحدث فيه عن السياسة الجديدة .. وبعنف. وفي الأسبوع ذاته مؤتمر لوكيل الخارجية يحدث فيه عن السياسة الجديدة.. وبعنف. وكرتي اليوم.. الثلاثاء.. ومؤتمر يحدث فيه الناس عن السياسة الجديدة .. و.. وما يقدم التفسير لما يحدث ليس هو الرئيس ولا الخارجية ولا المؤتمرات ولا.. ما يقدم تفسيراً لما يجري من ازدحام الأحداث هذا هو شعور كاسح.. بالخطر.. الخطر.. (2) والشعور هذا يغمر كل جهة. وفي الأسبوع ذاته كان الصادق في أديس.. والتمرد هناك وشيء يجمع التمرد المسلح مع الأحزاب. وشعور الأحزاب بالهزيمة والخطر وشعور التمرد بالهزيمة والخطر كان هو ما يقود الأمر هناك. شعور.. شعور.. لكن!! .. شعور جهة معينة بالخطر يصير هو الخطر كله. شعور الصحافة بالخطر.. والعجز. وشعور المجتمع بالخطر.. والعجز.. ... والصحافة.. شعورها «الأعمى» بالخطر.. يجعلها (تسرد) اللقاءات هذه بأسلوب الصحف الرياضية. .. الصحف (ترسم) ما قال فلان.. وفلان. ... دون رأي.. فالصحف الآن = مثل كل الآخرين = لا تفهم ما يجري وعدم الفهم يزيد الشعور بالخطر.. والبيوت تستخدم أسلوبها القاتل حين ترفض شيئاً. البيوت الآن تتحدث في كل شيء عدا السياسة. .. في شعور عارم بالخطر.. وبالعجز وبعدم الفهم.. وعدم قبول ما يجري.. وعجز الصحافة عن الفهم يلتقي مع عجز العامة من هنا وعجز المثقفين من هناك. .. وندوة الترابي الأسبوع ذاته عن الدستور تجعل دار المحامين تزدحم. والمثقفون وقادة العمل السياسي ينظرون بعيون مفتوحة وأفواه مفتوحة للرجل الذي يعتبر خلاصة الفكر السياسي والاجتماعي و.. يطلبون الفهم.. بعد ساعتين كان المثقفون يخرجون ببطء وظلالهم مثل الأثواب المبللة يجرجرونها.. وتمسك بأغصان الحديقة.. وتتمزق وتبكي.. تبكي من العجز. (3) والدولة تنظر في فزع تبحث عن السبب. .. والدولة تجد أن معركة الولاة إنما كانت تكشف = مجرد الكشف = عما هو موجود بالفعل. .. مراكز قوى.. تتحدى المركز.. حتى وإن شققت الدولة. وحكم اتحادي يعني عكس اسمه تماماً.. وحكومات لكل منها جيش وإذاعة وتلفزيون وحكومة وميزانية... و(شعب) ولغة!! .. ومجتمع ما يديره هو الإسفيريات.. التي تصنع كل هذا.. والمواقع الإسفيرية.. هناك تصبح هي ما يدمر الشرطة والاقتصاد والإعلام والأمن و.... وإعلام = إعلام الدولة = الذي يقود المعركة ضد العالم هذا فهمه للعالم اليوم هو أنه يقود وفود الصحافيين بأسلوب القرن الماضي = إلى تركيا وفرنسا وإثيوبيا و... (4) .. أسلوب جديد إذن يخلقه زحام الأحداث والخطر.. يجعل الدولة الآن تخاطب اليونميد بلغة جديدة. وتخاطب الولاة بلغة جديدة. وتخاطب العالم بلغة جديدة. وشيء يتغير بعنف.. في مسار الدولة كلها.. يخاطب العالم بلغته. و(جوبلز) إذن وليس (مالرو) هو ما نريده الآن.. ليقود الأوركسترا هذه بالرشاش. و(جوبلز) كان هو وزير إعلام هتلر.. وكان عبقرياً ينظر إليه الشيطان في إعجاب. بينما (مالرو) كان هو وزير إعلام ديجول.. وكان عبقرياً لا ينظر إليه الشيطان في إعجاب. إسحق أحمد فضل الله صحيفة الإنتباهة