شهدت الخرطوم فى الايام الماضية انعقاد اجتماعات مجلس امناء جامعة افريقيا العالمية فى دورتها الحادية والعشرين ، وتناول الاجتماع اداء الجامعة للعام الماضي ووضع خطة العام المقبل كما شهدت افتتاح مشنآت عديدة. وتأتي اهمية جامعة إفريقيا العالمية (: International University of Africa) باعتبارها منارة علم تنفذ الى افريقيا عبر الاقليات المسلمة وتعتبر من أهم الجامعات في أفريقيا وأكثرها عطاء ، وتأتي في مصاف المنظمات الدولية . ويتلقى العلم فى الجامعة طلاب وافدون من حوالى 75 دولة تمثل الدول الافريقية منها اكثر من40 دولة وتضم أكثر من 80 جنسية من مختلف دول العالم، وتعد من الجامعات التي تهتم بالتعليم الإسلامي المعتدل. وأنشأت مجموعة من العلماء عام 1968م المعهد الإسلامي الإفريقي بجهد شعبي، وبدأ المعهد يستقبل الطلاب من إفريقيا في مستوى المرحلة المتوسطة والثانوية، ولكن هذا المشروع توقف بعد عامين فقط ،وعادت حكومة السودان في عام 1977م فأحيت الفكرة، وقررت أن تنشئ الفكرة على أساس أوسع، وترفيع المعهد الى مركز وبإمكانات أكبر، ووجهت الدعوة لعدد من الدول العربية لتسهم في هذا المشروع. واستجابت مصر والسعودية والكويت وليبيا وتلتها قطر والإمارات والمغرب، وانتدبت الدول ممثليها في مجلس أمناء المركز الإسلامي الإفريقي، الذي وضع نظاماً أساسياً صادقت عليه حكومة السودان ووافقت عليه الدول المؤسسة. ومنحت حكومة السودان المركز الإسلامي الإفريقي الأرض الواسعة والحصانات والامتيازات والإعفاءات التي تمنح للمنظمات الدبلوماسية وأصبح يتمتع بكل هذه الميزات. وأكمل تأسيس المركز الإسلامي الإفريقي في الفترة من 1977-1986م واستقرت إدارته ونظمه وبدأ يؤتى ثماره بتخريج المئات من طلابه من أكثر من أربعين دولة، وأنشئت فيه كليتان جامعيتان (الشريعة والتربية) وبرز نشاطه الاجتماعي والثقافي في السودان وأقطار إفريقيا بالدورات التدريبية للمعلمين وقوافل الشباب الثقافية وروابط خريجيه. ونسبة لتزايد الإقبال على التعليم العالي وضيق الفرص المتاحة للطلاب من إفريقيا قررت حكومة السودان في عام 1991م تطوير المركز الإسلامي الإفريقي إلى جامعة إفريقيا العالمية. وقد قامت الجامعة وأسست فيها كليات ومراكز ومعاهد جديدة، وتنوعت الدراسة لتشمل الكليات العلمية والتطبيقية، وفتحت برامج الدراسات العليا وازدادت أعداد الطلاب أضعافاً مضاعفة، وامتدت علاقاتها الخارجية وصلاتها الأكاديمية. وتضم الجامعة (12) كلية هي: (الشريعة والدراسات الإسلامية، دراسات الحاسوب، الاقتصاد والعلوم الإدارية والسياسية، الآداب، الطب والعلوم الصحية، الصيدلة، طب الفم والأسنان، المختبرات، علوم التمريض، العلوم البحتية والتطبيقية، الهندسة، التربية) ومعهدين (معهد اللغة العربية، ومعهد دراسات الكوارث واللاجئين) وعدد (6) مراكز (المركز الإسلامي الإفريقي، ومركز البحوث والدراسات الإفريقية، المركز الإفريقي للتعليم عن بعد، ومركز الدراسات النسوية، ومركز يوسف الخليفة لكتابة اللغات بالحرف العربي، ومركز تقنية المعلومات) وعدد من العمادات والإدارات (عمادة الدراسات العليا، عمادة الطلاب، وعمادة المكتبات، وإدارة القبول والتسجيل) اضافة الى معهد متخصص في االلغات الإفريقية ويدرّسها بالحرف العربي، في اطار منهج علمي. وقد استطاع المعهد كتابة نحو خمس وثلاثين لغة إفريقية بالحرف العربي حتى الآن، رغم الصعوبات التي تنطوي عليها هذه المهمة . وتدرس الجامعة مواد التخصص والمواد الإسلامية، واصبحت من أهم الجامعات في السودان وتهدف إلى تخريج دعاة متسلحين بسلاح العلوم الشرعية والعلوم العصرية كالطب والهندسة وغيرها مما يوحي بان هذه الجامعة أصبحت تمثل معلما ومنبرا للعلم كاحد معالم الالفية الثالثة المتميزة علي وجه الإطلاق ذات التوجه الإسلامي والأكاديمي في آن واحد. و لجامعة افريقيا العالمية مجلس امناء يضم حوالي 40عضو نصفهم من افريقيا والخليج والعالم العربي الكبير ويجتمع في يناير من كل عام لتقييم سير العمل في الجامعة على المستويين الاكاديمي والاداري .وابان مصطفى عثمان اسماعيل رئيس مجلس امناء الجامعة في منبر وكالة السودان للانباء مؤخرا ان للجامعة اتفاقية مع حكومة السودان تجعلها في مصاف المنظمات العالمية التي تتميز بعدد من الصفات التفضيلية التي تساعدها في حركة الاموال والكادر العامل باعتبار ان الجامعة تخدم سياسة الحكومة في مساعدة ابناء افريقيا في مجال التعليم . و يعطي نظام الجامعة نسبة 50% للطلاب الافارقة و 25% مخصص للاقليات الاسلامية في مختلف انحاء العالم و25% الاخرى مخصصة للطلاب السودانيين حيث قال د. اسماعيل ان الجامعة حرصت على مشاركة الطلبة السودانيين لما يمكن ان يقدمه الطالب السوداني لغيره من خبرة وتجربة ومن عادات وتقاليد وقيم واخلاق المجتمع السوداني ، واردف ان في بعض الدول لاتجد الاقليات الاسلامية الفرص الكافية للتعليم فتوفر الجامعة تلك الفرص ، والجامعة تتميز بانها تقدم لطلاب الافارقة خاصة وطلاب الاقليات المسلمة الاخرى التعليم في كافة المجالاته خاصة العلمية والانسانية . وستكمل الجامعة في العام القادم مسيرة نصف قرن من الزمان ،واوضح د. كمال عبيد مدير الجامعة انه ومن خلال انعقاد مجلس الامنا ء ال21 سيقدم مقترح بتكوين لجنة لوضع الخطة للاحتفال باليوبيل الذهبي للجامعة في يناير 2016 ،وقال ان جامعة افريقيا العالمية استفادت من تجربة المجتمع السوداني في التسامح والتعامل الجيد وهي من المميزات التي اكتسبها طالب الجامعة من المجتمع السوداني .و قال ان جامعة افريقيا موقعة اكثر من 150 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع عدد من الجامعات في مختلف انحاء العالم لتنظيم العلاقة بين الجامعة وتلك المؤسسات السودانية و العالمية. هند الامين