*ذهبت ذات مساء لطبيبة أسنان بغرض عمل حشوة ضرس.. *وكانت مفروضةً علينا بحكم تعاقدٍ ما لا حباً من جانبي لطبيبات الأسنان.. *فهن- حسب تجربتي- ليس لديهن من (القوة) ما يمكنهن من خلع الضرس.. *أو على الأقل خلعه دون أن تبدو الواحدة منهن كمصارعة يختلط (حابلها بنابلك).. *المهم ؛ انتظرت دوري لمقابلة الطبيبة ورائحة (كريهة) تفوح من مكانٍ ما.. *ثم ما أن انفتح باب الغرفة حتى عرفت (المكان الما) هذا مصدر الرائحة.. *ولكنه لم يكن غرفة الطبيبة ذات نفسها وإنما (الآسيوي) الذي خرج منها.. *فبعض شعوب شرق آسيا (تموت) في الثوم لظنها أنه أفضل (مقوٍّ) طبيعي.. *فلما دخلت على الطبيبة وجدتها تغطي أنفها وهي تغمغم (يااااه ح أموت).. *أما أنا فلا أكره نبتةً لأغراض الطعام بقدر كراهيتي ل(بصل المكادة).. *ثم لم أحس لحظةً – إلى يومي هذا – أن جسدي ينقصه الذي في الثوم.. *ومعروف أن حبيبنا المصطفى – عليه صلاةٌ وتسليم- لم يقربه مطلقاً.. *وعمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كان يحسبه إحدى (شجرتين خبيثتين).. *وقريبٌ لنا كان قد (صدَّق) ما يُقال عن فعالية الثوم إزاء مرض الضغط.. *وعبثاً حاولنا إقناعه بألا يكتفي بالثوم- دون العلاج الطبي- إلى أن وقع المقدور.. *فقد أُصيب بجلطة دماغية لم تُجد معها نفعاً أدوية الضغط بعد أن فات الأوان.. *والبارحة فُوجئت بإعلان عن الثوم يخص بنات حواء في المقام الأول.. *إعلان عن منتج من الثوم قيل أنه مبني على تقرير علمي صدر حديثاً.. *وخلاصته أن منتج الثوم هذا ذا فوائد صحية تشتمها المرأة من (إبط) الرجل.. *يعني بدلاً من أن تشم روائح مزيلات العرق الزكية تشم رائحة الثوم.. *ثم يغمرها شعورٌ بالرضا لا أستطيع (شرح أسبابه) كما وردت في الإعلان.. *فأي رضا يمكن أن تجده المرأة في رائحة تسارع للتخلص منها عقب الطبخ؟.. *إنه محض (استهبال) إعلاني من شاكلة الذي يُروج للقنفذ هذه الأيام.. *ومن قبل راج إعلان عن شاي أسود لم يقربه كل من جربه مرة واحدة.. *والآن هنالك إعلان يُروج للعدس وكأنه ليس الذي طالب به قوم موسى (ذاته).. *ونصيحتي لأي رجل ألا ينخدع بإعلان منتج الثوم (الخبيث) هذا.. *اللهم إلا إن أحب سماع عبارة (يااااا ح أموت).. *أو أن تكون زوجته (شرق آسيوية!!).