مشهد الممثلة المصرية منى زكي وهي تغني: (أنا أحب فرنسا.. فرنسا تحبني.. أركب العجلة وفرنسا تزقني)، إستحضرته الذاكرة وموقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك)، يحتشد بملايين البروفايلات التي تزينت بالعلم الفرنسي، بعد الهجمات الإرهابية التي هزت باريس مساء الجمعة الماضية مخلفةً (128) قتيلاً وأكثر من (180) جريحاً من بينهم (80) إصاباتهم خطيرة، وذكرت الأنباء القادمة من عاصمة النور، بأن ثمانية إرهابيين قتلوا إما برصاص الشرطة أو بتفجير أنفسهم، وشن ثمانية مسلحين على الأقل يرتدون سترات ناسفة اعتداءات على ستة مواقع ليل الجمعة بالعاصمة الفرنسية باريس في أعنف هجمات تشهدها أوروبا منذ الإعتداءات على قطارات مدريد العام 2004م، ما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه. مارك يتضامن: أتاح موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) خاصية إضافة العلم الفرنسي إلى صورة البروفايل للمشتركين في الموقع، كنوع من التضامن مع الفرنسيين في التفجيرات التي ضربت عاصمة النور مساء أمس (الجمعة)، وقام عدد كبير من المشتركين بالتجاوب مع الخاصية التي أتاحها الموقع، حيث يقول ل(ألوان) أحد الذين وضعوا العلم الفرنسي على صورة البروفائل، وضعت العلم الفرنسي ليس حباً في فرنسا، وإنما تضامناً مع الأبرياء الذين سقطوا بسبب التفجيرات، وبحسب علمي أن هذه التفجيرات تبنتها داعش وهذا يعني أنها بإسم الإسلام، هذا الدين الحنيف دين المحبة والسلام والعدل والمساواة، الذي إستفاد من علومه الأوربيون أنفسهم في مشروعهم النهضوي، ويأتي تضامني هذا إعلاءاً من شأن الإنسانية التى تجمعنا جميعاً بكل إختلافاتنا، كما أنها تأتي بحكم أن الاسلام الذي أنتمي إليه بريء من هؤلاء القتله. رؤية أخرى: كتب أحدهم تعليقاً ساخناً على موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك)، رداً على الذين تجاوبوا مع خاصية مارك، قال فيه: أن المدخل الإنساني المتعلق بإدانة قتل الأبرياء أمر متفق عليه في جميع الأديان والأعراف والمواثيق، لكن السؤال المهم، لماذا الإزدواجية في المعايير والكيل بمكيالين، وفرنسا نفسها ساهمت أو شاركت أو صمتت على قتل الآف من الضحايا في كل من مالي وأفغانستان والعراق وسوريا، وخير شاهد على ذلك ضحايا أحداث غزة الأخيرة، والبالغ عددهم حوالي (1500) شهيد، وهذا ما يعادل أكثر من عشرة أضعاف الذين قتلوا في فرنسا نتيجة للأحداث الأخيرة، ولن تمحى من ذاكرتنا الذين قتلوا في الجزائر (المليون شهيد)، فالذي يريد أن يوقف القتل والإرهاب في دياره عليه أن يوقف القتل والإرهاب في ديار الآخرين، وإذا تعامل أهل الضحايا في تلك الدول المذكورة أنفاً أو حتى فيما يسمى بالإرهابيين بمنطق الأية، (فمن إعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم)، فإن فرنسا موعودة بملايين القتلى، ولكن حتى نوفر هذه الدماء على الإنسانية جمعاء، علينا أن نعيد النظر في العلاقات الدولية، فتكون أكثر عدالة وأكثر حرية، ومن مصلحة الدول الغربية أن تتعامل بمنطق حوار الحضارات بدلاً عن صدام الحضارات. إدانات عربية: إدانات واسعة النطاق للتفجيرات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس من أغلب الدول العربية و الإسلامية، على رأسها المملكة العربية السعودية التي عبرت عن إستنكارها الشديد للأعمال والتفجيرات الإرهابية التى اسفرت عن العديد عن الضحايا والمصابين، كما أدانت دولة الإمارات العربية الإعتداءات، وأعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نيهان، رئيس دولة الإمارات في برقية للرئيس الفرنسي (عن إدانة بلادة وإستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي)، وأبدى تضامن الإمارات الكامل مع فرنسا في هذه الظروف الصعبة، ودعمها لكل ما بتطلبه الوضع لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وفي القاهرة أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصراراً على مكافحة الإرهاب ودحره، وأشار إلى أن المطلوب تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة آفة الإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والإستقرار في مختلف أنحاء العالم دون تفريق، وفي عمان قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن بلاده تقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الإعتداءات الدرامية والغاشمة والتي روعت المدنيين والأبرياء، وأضاف في بيان أن الحكومة الأردنية دائمة التواصل مع الحكومة الفرنسية في مواجهة الإرهاب والتطرف أياً كان مصدره، من جانبه بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس الفرنسي أكد فيها أن هذا العمل الإجرامي يتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، بدورها أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن الأعمال التي تستهدف زعزعة الأمن تتنافى مع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة، من جانيه أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الإعتداءات التي وقعت في باريس وعبر عن تضامنه وتعاطفه مع فرنسا حكومة وشعباً في مواجهة الإرهاب، كما أعرب نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن إدانته الشديدة للجريمة النكراء التي أقترفتها أيادي الإرهاب في حق الشعب الفرنسي وضيوفه بباريس والتي أستهدفت الأبرياء.