شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    مساعد البرهان يتحدث عن زخم لعمليات عسكرية    البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وأُسدِل السِتار على ظاهرة مثيرة للجدل «2» و «3»
نشر في النيلين يوم 29 - 02 - 2016


وأُسدِل السِتار على ظاهرة مثيرة للجدل «2»
بحسب ما جرى من أحداث في الظاهرة المثيرة للجدل وهي ظاهرة جديدة في الساحة، انشغلت بها مواقع التواصل الاسفيري وعلى أرض الواقع، ظاهرة من صرّح بأنه لا يثيره أن يسمى ب «شيخ الجكسي»!! بحسب ما جرى فإنه قد أسدل الستار على هذه الظاهرة «الغريبة»، وقد رأيت أن أُجري «جرد حساب» موجز لهذه الظاهرة، أستصحب فيه المقالات التي نشرتها متفرقة في مناسبات متنوعة في كشف الباطل الذي جاء به صاحب هذه الظاهرة، وثاني حلقات هذا «الجرد» إلقاء الضوء على جانب ادّعاه المدعو الأمين وهو يتعلّق بقضية عقدية عظيمة وهي: «علم الغيب»، ومما يبرز في هذه «الخلاصات» التي يحسن ذكرها بمناسبة هذا «الطي» مما نشرتُه بهذه الصحيفة ما يلي:
ورد في الأخبار مما حملته قصاصات الصحف في أجهزة الهواتف الحديثة عن أحد مدّعي «الولاية والصلاح» و «إعطاء البركة» قوله: «حا نشتغل للهلال»!!
وتحمل لنا الأخبار في ما بلغنا وسمعنا أن فريق الهلال هزم في بلده، وهذا واحد من ألف مما يبيّن أن المدعو أفّاك يدعي أنه سيتدخل بأعمال وأفعال وهو يفتري على الله.
فهل يا ترى ستتوقف إدارات بعض الأندية التي تصدّق هذه الخزعبلات ؟! وهل ستنفضّ من هذه الأعمال التي تحكي خللاً عقدياً وعقلياً؟! ذكّرني هذا الموقف إدعاء بلة الغائب فوز فريق البرازيل بكأس العالم السابق فهزم البرازيل في بلده بسبعة أهداف!! وكتبت وقتها مقالاً بعنوان: «هزيمة بلة الغائب وهزيمة فريق البرازيل».
أرجو أن يكون في هذا الموقف مساعدة لمن يصدّقون هذه الخرافات، فإن الله تعالى هو وحده من يدبّر الأمور ويصرّف الأحوال، وأرجو أن يفقه بعض أولئك معنى كلمة «لا حول ولا قوة إلا بالله» ويعلموا معنى الذكر الذي يرددونه بعد كل صلاة مفروضة: «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد». وأتمنى ألا تنقل بعض وسائل الإعلام هذه الأخبار «المضروبة» التي يعتبر نشرها من معاول هدم المعتقد الصحيح، وقد أفاد بعض الإخوة أن المادة «26» من قانون النظام العام لعام 1996م لولاية الخرطوم تحظر ممارسة الدّجل والشعوذة والكهانة والعرافة، فكيف بنشرها وترويجها وتزيين مدعيها وتسليط الأضواء عليهم وتقديمهم للمشاهدين، ومشاققة الله ورسوله بإدعاء الغيب الذي اختص الله سبحانه وتعالى به؟! إن كانت الصحف والقنوات تعلم أن هؤلاء الذين يدّعون الكهانة والعرافة ويرجمون بالغيب كاذبون في دعواهم، فلماذا تنشر أخبارهم؟! ولماذا تتيح المجال لنشر تخرصات ودعاوى وأكاذيب؟! ولماذا تزيد من الفوضى ونشر الباطل الذي يؤدي إلى مزيد من النزاع والخلاف؟!
لقد ثبت كذب القائل «اشتغلنا للمريخ وحا نشتغل للهلال» بحسب الخبر المنشور في الصحيفة !! وإن كان قبل هزيمة الهلال أنت كاذب وحتى إن انتصر فأنت كاذب، وقد ثبت كذبك على أعلى المستويات.. فهلا جلست في بيتك وقرأت وتعلمت من القرآن والسنة والكتب النافعة ما يخرج عنك ما ابتليت به من هذا الضلال والإضلال.
نرجو منك أن تقرأ في القرآن الكريم لتجد قول البارئ: «قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ» وقوله تعالى: «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ»، وقوله تعالى: «قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»، وقوله تعالى: «وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ»، وقوله تعالى: «وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ» وقوله تعالى: «قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ»، وقوله تعالى: «ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ».
هذا هو محكم القرآن، تجد فيه نفي علم الغيب عن أحد من خلق الله في ما أثبته الله لجميع الرسل والأنبياء، فخليل الله إبراهيم لم يعلم أن ضيوفه ملائكة فذبح لهم وقرب إليهم الطعام !! ونوح أول الرسل لم يعلم أن ابنه لم يؤمن !! وآدم لم يعلم ما يصيبه من أكل الشجرة فظنه الخلد وملكاً لا يبلى!! وسليمان لم يكن يعلم عن ملك بلقيس ومملكة سبأ إلا بخبر الهدهد!! وزكريا لم يكن ليعلم أن الله سيرزقه بيحيى السيد الحصور النبي الصالح !! والملائكة لم تكن تعلم أسماء ما سألهم الله عنها حتى قالت «لا علم لنا إلا ما علمتنا»، والجن أخبر عنهم الله بأنهم لا يعلمون الغيب وذلك في قصة موت سليمان عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، قال الله تعالى: «فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين».
واقرأ في سنة النبي الكريم تجد فيها ما تخرج به بتوفيق الله من الغواية إلى الهداية، ومن ذلك قول الملائكة للنبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة لمّا تردُّ الملائكة المبتدعة من حوضه ويقولون له: «إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك»؟! وبذات المعنى ما ورد في قصة الإفك وانتظار النبي عليه الصلاة والسلام الوحي، وما ورد في بيعة الرضوان التي كانت بالحديبية على إثر خبر أن أهل مكة قتلوا ذا النورين عثمان رضي الله عنه ولم يقتل إذ ذاك، وقد ورد في صحيح البخاري من حديث الربيع وفيه: «قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ» وفي رواية الترمذي: «اسكتي عن هذا وقولي الذي كنت تقولين قبلها».
وتجد في البخاري وغيره عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلاَثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأَتْ «لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا، أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ»، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ «وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا»، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» الآيَةَ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ.
إننا ننتظر من وسائل الإعلام أن تسهم في نشر الصواب والحق والنافع من المواد، وأن تنأى عن نشر الخطأ والباطل والضار من المواد.. ويكون الهدف هو التوجيه والتصحيح ومعالجة الأخطاء والمظاهر السيئة التي تنتشر.. ولا يكون الهدف هو الشهرة والإثارة واستغلال الوسائل التي توصل إلى ذلك وإن كانت على حساب ثوابت الدين.. فإن الغاية لا تبرر الوسيلة.. وأتمنى أن يقوم مجلس الصحافة وجهات مراقبة المنشورات وما تبثه القنوات بدورها حتى يقطع دابر هذه المهازل والفوضى.
وأُسدِل السِتار على ظاهرة مثيرة للجدل «3»
بحسب ما جرى من أحداث في الظاهرة المثيرة للجدل وهي ظاهرة جديدة في الساحة، انشغلت بها مواقع التواصل الأسفيري وعلى أرض الواقع، ظاهرة من صرّح بأنه لا يثيره أن يسمى ب «شيخ الجكسي»!! بحسب ما جرى فإنه قد أسدل الستار على هذه الظاهرة «الغريبة»، وقد رأيت أن أُجري «جرد حساب» موجز لهذه الظاهرة، استصحب فيه المقالات التي نشرتها متفرقة في مناسبات متنوعة في كشف الباطل الذي جاء به صاحب هذه الظاهرة، وثالث حلقات هذا «الجرد» إلقاء الضوء على جانب «غريب جداً» اشتهر به «الأمين» وهو وضع الحناء في أيدي العرسان عند زواجهم بذات الهيئة والشكل الذي يعرف عند من ابتلوا بهذا الأمر، وحسب علمي فإنه لم يسبق هذا الشخص إلى هذا العمل، والمصيبة الأكبر دعواه أن وضعه لهذه الحناء هو لإعطاء البركة لهؤلاء المتزوجين من الجنسين!! ومما نشرته بهذه الصحيفة سابقاً في هذا الشأن ما يلي:
في اعتراف غريب أدلى المدعو «شيخ الأمين» في لقاء تلفزيوني دلّني عليه بعض الإخوة باعتراف بأنه يمارس «وضع الحناء» ويشارك في عمل «الجِرْتِق» للعرسان، وذلك في إجابة المحاور الذي سأله باستغراب عن انتشار صور في «الواتساب» فيها يضع الحناء للعرسان وجالس في وسط تلك «اللمّة».. وأنقل جواب الصّوفي الأمين ثم أعلّق عليه، قال بلهجته «العامّيّة»: «الحنة أول شيء نحن ناس سودانيين، أي سوداني يعرف.. يعني شنو الجرتق ويعني شنو الحنة ويعني شنو الدُّخلة ويعني شنو الصبحية ويقول ليك ما بعرفهم داك قطع شك ما سوداني.. أنا الشباب ده داير بدل يعمل ليهو حنة ويجو الشباب يحننوه ويجيبو مراسيم الشغلا البيجيبوها قصة الخمرة… لا.. الحنّة لقيناها ما حرام الرسول صلى الله عليه وسلم كان بحنن دقنو.. طيب نحن بنية البركة أول ما يجيز ول يحتفل من جماعتنا بنحتفل بيهو بالتهليل بنخت نفس «العنقريب» البختوهو للحنة وبنجيب الحنة بنختها، والشيخ بعد داك بنية البركة يشيل الحنة يختها ليهو في يدو..».
قلتُ: أعلّق بإيجاز في النقاط التالية:
أولاً: ما موقف الطرق الصوفيّة وشيوخ التصوّف من هذا الكلام؟!
ثانياً: ما علاقة الأشياء التي ذكرها الصوفي الأمين «الجرتق والصبحية… الخ» في بيان جواز ومشروعية هذه «المهزلة» التي يجاهر بها بلا حياء؟! وهل وجود عادة تنتشر بين بعض الناس في المجتمع يعني جوازها ومشروعيتها؟!
ثالثاً: إن قيام الصوفي المدعو «شيخ الأمين» بممارسة «خت الحِنة» للعرسان هو عمل يعتبر من التشبّه بالنساء، إذ المعروف أن الذي يقوم بوضع الحنة للنساء أو للأسف للرجال هنّ النساء، وهذا هو المعلوم والمنتشر في المجتمع، وإن وجد من الرجال من يقوم بهذا الدّور فهو في حكم «النادر» والخارج عن القاعدة العامة ولا حكم للنادر، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من يتشبّه من الرجال بالنساء وذلك في قوله في الحديث الصحيح: «لعن الله المتشبهين من النساء بالرجال ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال».
رابعاً: جعل الصوفي الأمين الأمر يدور على خيارين وهما: إما أن يحتفل العرسان من جماعته بجلب الخمور أو أن يقوم هو ومن معه بهذا الجرتق بهذه الطريقة!!! إن حصره للأمر في هذين الخيارين هذا من العجائب، فهل لا يوجد يا أيها الصوفي إلا هذا أو ذاك؟! وهو قبل غيره يعلم أنه يوجد ما يجتنب به منكر الخمر وما يجتنب به منكر ضلالته التي أتى بها، وإن سأل هذا المثير للجدل إن سأل أجهل الناس وأقلهم علماً أو سأل أصحاب الخمر نفسها لقالوا له: عملك الذي اشتهرت به وممارستك لدور «الحنّانة» واحتفالك ب «الجرتقة» لهو منكر كبير وضلال مبين.
خامساً: ادّعى المدعو «شيخ الأمين» أن «ختَّه» للحنة في يد العريس يكون بنيّة «البركة»!! وهذا من أعظم أنواع الضلال والإضلال، فأي بركة تدّعيها؟! وإن لم تكن تعلم فهذا من «الطاغوتية» وهي دعوة الناس للتعلّق بك وأنك تمنح البركة!! بأي دليل تدعي ذلك؟! وبأي حجّة؟! يا من لا تعرف قراءة الآيات القرآنية قراءة صحيحة فما تدعيه ضلال وإضلال، فإن النفع والضر بيد الله تعالى وحده، ومباركة الشيء تكون من الله تعالى، ولابد أن يكون السبب شرعياً، فالتصرف بنفع أو زيادة خير أو ضر أو نقص خير إنما هو من خواص ربوبية الله تعالى.
مثلك يقول ذلك لأنه لا يفقه آيات القرآن الكريم ولا شريعة رب العالمين، إن المسلم يقول بعد كل صلاة فريضة: «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
وقد قال الله تعالى: «وإنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لهُ وإِنْ يَمْسسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ علَى كُلِّ شَيْءٍ قدِير»، وقال سبحانه وتعالى: «وَإِنْ يَمْسسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فلاَ كاَشفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وإِنْ يُرِدْكَ بخَيْرٍ فلاَ رادَّ لفَضْلِهِ يُصِيبُ بِه منْ يَشاَءُ مِنْ عِباَدِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ». وكان عمر بن الخطاب وهو يقبّل الحجر الأسود يقول: «إني أعلم أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع ولولا أن رسول الله قبلك ما قبلتك»، فتقبيل الحجر اقتفاء لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو حجر مخلوق ليس له من الأمر شيء. وبمثل هذه الدعاوى «نحن نعطي البركة» وما شابهها!! يخدع هذا المدعو شيخ الأمين وأمثاله يخدعون قليلي العلم وأهل الجهل والبسطاء ويعدونهم وعد الغرور.. ووالله هم أنفسهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً أو ضراً.. ولو انشغل هو وأمثاله بقراءة القرآن قراءة صحيحة وتعلّم الأحاديث النبوية، ودراسة العقيدة الصحيحة والعلم الشرعي لكفوا أنفسهم وغيرهم هذه «المهازل» التي يصبغونها باسم الشرع والذكر وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام بريء من ذلك.
إن إدعاء المدعو «شيخ الأمين» أنه بنية البركة يقوم ب «خت الحنة» هو أمر يحتاج الوقوف معه إذ جمع هذا الإدعاء بين الدعوة للتعلق به من دون الله وإدعاء أنه يمنح البركة وفيها تسويغ لعمل منكر تقوم به النساء وقد لعن الشرع من تشبه من الرجال بالنساء.
سادساً: إن وضع «الحنة» للرجال في الأعراس هو من الأعمال المنكرة سواء قام بذلك النساء كما هو المعروف أو قام به «شيخ الأمين» الصوفي وفق ما ظهر لنا في عصرنا الحديث!! وقد نشرت بهذه الصحيفة فتاوى في هذا الشأن والتفصيل في بيان تحريمه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.