يواجه ﻣﻨﺘﺨﺒﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ مهمة صعبة وحاسمة حين يحل الجمعة في تمام الساعة الرابعة والنصف “بتوقيت جرينيتش”، ضيفا على حامل لقب نسخة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2015 منتخب ساحل العاج “كوت ديفوار”. وستجرى المبارة على ملعب ساحل العاج “استاد فيليكس هوفوييه بوانيي” بالعاصمة أبيدجان ضمن مباريات المجموعة الإفريقية التاسعة المؤهلة لنهائيات النسخة القادمة من البطولة والتي تستضيفها الجابون في 2017. ويتصدر منتخب الجابون”منظم البطولة” المجموعة التاسعة برصيد 4 نقاط، ويليه السودان 3 نقاط ثم ساحل العاج بنقطتين، وأخيرا سيراليون بنقط واحدة. وسيجحز منتخب واحد بهذه المجموعة بطاقة التأهل لنهائيات الجابون وذلك حسب تصنيف الاتحاد الإفريقي للمجموعة التي لن تحتسب فيها نتائج منتخب الجابون، ولهذا تعتبر مباراة حاسمة للسودان وساحل العاج. وكان منتخب السودان قد بدأ المشوار بالفوز على سيراليون بالخرطوم بهدف ناله رمضان عجب، ولكنه عاد وخسر المباراة الثانية من مضيفه الجابوني 0-4، وهي خسارة أدت لإستقالة المدير الفني مازدا على الهواء مباشرة بسبب الظروف المعقدة التي يعيشها المنتخب ماليا إداريا وبسبب الإهمال، لكن اتحاد الكرة وقتها قال إن عقد مازدا انتهى مع المنتخب في تلك الأيام. وتعاقب بعدها على السودان طاقمان فنيان كان الأول بقيادة المستشار الفني أحمد بابكر والذي ودع المنتخب على يديه بطولة كأس أمم افريقيا للاعبين المحليين بالخسارة من أوغندا ذهابا وإيابا. الطاقم الثاني قاده المدير الفني حمدان حمد والديبة مدربا عاما ومحسن سيد مساعدا للمدرب، وإسماعيل عطا المنان مستشارا فنيا ووصل الدور قبل النهائي ببطولة سيكافا للمنتخبات نهاية 2015. ولكن لجنة المنتخبات الوطنية التي يرأسها نائب رئيس إتحاد الكرة السوداني قامت بإعادة هيكلة الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية مباشرة بعد المشاركة في سيكافا للمنتخبات، ليعود مازدا لتدريب المنتخب في 18 ديسمبر/كانون الثاني 2015، ليجد المدرب المنتخب في نفس الوضع الذي تركه فيه. وستكون مهمة مازدا الأولى منع منتخب ساحل العاج من تحقيق فوزه الأولى بالمجموعة بعد أن عجز في ذلك مرتين حين تعادل بملعبه مع الجابون ثم مع مضيفه سيراليون، ليستدرجه بالخرطوم ليحصل منه على أكبر قدر من النقاط ليقوي امله في خطف البطاقة الوحيدة. وتسلح مازدا بمجموعة مميزة من لاعبي السودان خبرت الملاعب الافريقية جيدا من خلال مشاركة الهلال والمريخ والأهلي شندي المستمرة ببطولات الأندية مثل أمير كمال وراجي عبد العاطي وبكري المدينة ونصر الدين الشغيل وبشة مدثر كاريكا، ولاعبون صاعدون مثل أطهر الطاهر وبخيت خميس وابو عاقلة وبكري بشير، وبعض لاعبين مميزين من أندية أخرى كمهند الطاهر وصلاح نمر والطاهر الطاهر الحاج وعماريه والحارس أكرم الهادي سليم. ويعاني من مازدا قبل مواجهة ساحل العاج من نفس الظروف التي إستقال فيها في سبتمبر 2015، وهي عدم الحصول على الوقت الكافي للإستعداد، ولكن برمجة إتحاد الكرة الأفريقي لمباريات المنتخبات التي تزامنت مع تصفيات كاس الأمم، فرضت الواقعية على مازدا الذي خاض ثلاث تدريبات فقط قبل مباراة الجمعة. أما صاحب الأرض منتخب ساحل العاج فإنه إستعان منذ يونيو/حزيران 2015 بمدرب جديد هو حارس المرمى الفرنسي السابق ميشال دوسوييه، الذي حشد افضل محترفيه لمباراتي السودان بقيادة المهاجمين وينفريد بوني “توتنهام الإنجليزي” وجيرفينهو الدوري الصيني” والموهبة الصاعدة صانع الالعاب ماكس جراديل لاعب فريق بورنيموث في الممتاز ب الإنجليزي، إلى جانب قلب فريق “أدو دينج هاج الهولندي وليفريد كانون. ودعا المدير الفني لمنتخب الأفيال دوسوييه في تصريحات إعلامية، الخميس، بأبيدجان لاعبيه إلى اليقظة ووصف المباراة ضد السودان بالحاسمة. وقال: “هذا هو منتخب السودان فقد تم تجميعه من أفضل فريقين ظلا يعبران عن نفسيهما بشكل جيد في افريقيا، لكن لاعبي فريقي في قمة دوافعهم، وهم يعرفون أن هذه المباراة حاسمة وتوفر لهم فرصة حجز البطاقة الوحيدة بالمجموعة للتأهل لنهائيات الجابون، لذا يجب أن نكون يقظين لحصد أكبر عدد ممكن من النقاط”. وكشف عن بعض من تكتيكه الذي سيخوض به المباراة:”سوف نضع السودان تحت الضغط، وسنمنعهم من اللعب، ولدينا المقدرة الهجومية التي تمكننا من استغلال كل هجمة وتحويلها بسرعة إلى هدف، إلى جانب مقدرة خلق المساحات ليعبر اللاعبين عن أنفسهم”. يذكر أن الجولة الرابعة بين الفريقين ستجرى بالعاصمة السودانية الخرطوم يوم 29 مارس/آذار الجاري.
