*و(السعيد) يمكن أن يكون (التعيس) في لحظة.. *وهذا ما حدث لي البارحة حين كنت سعيداً بدعوة من الأبيض.. *دعوة كريمة لتحقيق أمنية سبق أن أفصحت عنها.. *أمنية زيارة مدن سودانية (في الخاطر) من بينها عروس الرمال.. *وفي الوقت ذاته حضور مواجهة المريخ العاصمي وهلال التبلدي هناك.. *دعوة من قراء (كردافة وقيافة) تقبلتها بشرط ترك حرية الإقامة لي.. *وأنا في غمرة السعادة تلك تلقيت ما أحالها إلى تعاسة.. *فأنا لم أكن أعرف أن كاتبة كويتية اسمها فجر السعيد قد تطاولت علينا.. *ولكن صديق صفحتنا الإلكترونية راشد فتوح هو الذي نبهني لذلك.. *وبعد قراءتي كلمتها المبتذلة رأيت أن اسم (عهر) يناسبها أكثر من (فجر).. *ولولا (قلة أدبها) هذه لما استحقت أن نكتب فيها سطراً واحداً.. *ومقصدنا أن نثبت لها قدرتنا على مد ألسنة بطول فجيعة صحافة الكويت فيها.. *فنحن نعرف الكوايتة وصحافتهم وصحافييهم من واقع زيارتنا لبلدهم.. *فهم كرام أهل كرم لا تصدر عنهم إلا المكارم.. *ولكن طوال فترتنا هناك لم نسمع بصحافية اسمها (عهر) السعيد.. *وربما ظهرت بغتة – كما زيد في الألفية – وارادت أن تشتهر على حسابنا.. *وسنحاول أن نحقق لها من الشهرة مثل التي تفضل بها جرير على الراعي.. *ولا أظنها ستفهم من كلامنا هذا ما يفوق فهما لتأريخ وادي النيل.. *فمصر- يا عهر- لم تحتل بلادنا أبداً بالأصالة.. *وإنما كان احتلالاً بالوكالة في عهدي الأتراك والإنجليز.. *فهي نفسها كانت محتلة – وقتذاك- احتلالاً (مباشراً).. *فهو – إذاً- لم يكن احتلالاً وإنما تبعية مثل تبعية (الحوار لشيخه).. *وحتى في عهود الفراعنة لم تغز مصر إلا شمال بلادنا ثم (قُهرت).. *ولكن أجدادنا – فراعين النوبة- حكموا مصر (كلها) قروناً من الزمان.. *ويمكنك يا عهر أن (تستذكري) دروس تأريخنا عن الأسرة (25) الفرعونية.. *وستجدي – إن فعلت- اسم جدنا بعنخي ومن بعده تهارقا.. *وليست مصر وحدها التي غزوناها وإنما بلغنا حدود القدس.. *ثم لا يمكن لمصر – مع احترامنا لها- أن (تلتهمنا) مثل التهام صدام للكويت.. *وللعلم فقد تعاطفنا حينها مع أهل الكويت بكل ما في دواخلنا من مشاعر.. *وتأتي (عهر) لتتعاطف الآن مع المصريين في مطالبتهم بحلايب.. *بل وتدعو السيسي لغزو السودان بحسبانه كان جزءاً من مصر.. *وهي- من جهلها- لا تدري أي البلدين كان جزءاً من الآخر.. *فبلادنا اعتادت أن تغزو (ولا تُغزى يا عهر!!!). بقلم الكاتب والصحفي السوداني صلاح الدين عووضة