اختار السودان جزيرة “سنقنيب” الواقعة بولاية البحر الأحمر، شرقي البلاد، لتقام عليها فعاليات مهرجان السياحة والتسوق العاشر، الذي انطلق الثلاثاء للتعريف بالإرث الثقافي بالمنطقة التي تضم عدداً كبيراً من الواجهات السياحية. صنفت منذ عام 1991 بالمحمية البحرية الأولى في السودان، فضلاً عن أنها الجزيرة الوحيدة بالبحر الأحمر التي تكتمل فيها دائرة الشعب المرجانية “أتول”. تقع “سنقنيب” في المياه الإقليمية داخل البحر الأحمر، وتمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 6 كيلومترات وعرض 2 كيلومتر، وتحتضن بداخلها ثلاث بحيرات. وتعد من المناطق الجاذبة للسياح العرب والأجانب، إذ تتميز بصفاء المياه والطبيعة الخلابة، وتحضن أكثر من 250 نوعاً من الأسماك والكائنات البحرية، وتشتهر بأنواع مختلفة من الشعب المرجانية التي تتعدى المائة وعشرين نوعاً. كما تنتشر في بحرها عائلات الحيوانات الرخوية الثابتة والمتحركة، وفيها ثلاثة أنواع من أسماك القرش النادرة، ويزورها من وقت لآخر الحوت أبوعلم والدلفين، كما تحتضن مجموعة من السلاحف البحرية. سُجلت جزيرة “سنقنيب” أخيراً ضمن لائحة التراث العالمي بهدف زيادة معدلات الاهتمام بالسياحة كمورد اقتصادي أساسي. وعادة ما يقصدها السياح للتمتع بطبيعتها الخلابة وممارسة رياضة الغطس. وتقول إحدى المهتمات بالترويج السياحي في أفريقيا، ليليي، إنها قصدت الجزيرة بعد اختيارها ضمن التراث العالمي. ورأت أن الخطوة من شأنها أن تسهم في تطوير السياحة في السودان قاطعة بأهمية السياحة باعتبارها عنصراً أساسياً من عناصر التنمية. ولم تخف إعجابها بالجزيرة لما بدت فيه من نقاء، واحتضانها للكم الهائل من الأنواع النباتية والحيوانية. وتنبهت الحكومة في السودان أخيراً لأهمية السياحة في جذب العملات الصعبة، وحرصت على إيلاء المهرجان أهمية كبرى في محاولة لعكس الوجه السياحي للبلاد. وقال وزير السياحة السوداني، محمد أبو زيد، إن الهدف من المهرجان جعل أمر السياحة في السودان عالمياً من خلال استقطاب الشركات الخارجية وتعريفها بالمكونات السياحية بمنطقة البحر الأحمر. ورأى أن مشاركة الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعي، سيضفي أهمية للمهرجان “خصوصاً أن زيارته للخرطوم تأتي بعد رفع العقوبات التي فرضتها منظمة السياحة العالمية على الموارد السياحية والأثرية في السودان منذ نحو 11 عاماً، بسبب عجز الخرطوم عن دفع رسوم الاشتراك السنوية للمنظمة”. ورجح الوزير أن ترتقي السياحة السودانية وتحقق عائداً أكبر خلال الفترة المقبلة، بالنظر لزيادة نسبتها هذا العام ب”1%”. وتعهد الرفاعي بدعم السودان للارتقاء بإمكاناته السياحية، معدداً الامتيازات السودانية في هذا الجانب، والتي أكد أن دولاً كثيرة تفتقر إليها.