هذا المساء كان مساءً مميزاً على المستوى التثقيف حيث أن الاستاذ السر قدور اثر ان يكون مستهلها حديثاً عّن تاريخ دخول آلة العود السودان و كان ان اختار الموسيقار احمد المك نموذجاً للعوادين المعاصرين ، و خليل فرح كأول عوّاد سوداني و هي معلومة ليست مؤكدة . ثم تحدث عّن شباب الخرطوم حسن عطية و حسن سليمان الهاوي كأقدم عوادين في تاريخ فن الغناء السوداني الحديث . الشاب مهاب عثمان قدم في مستهل أغنيات حلقة اليوم أغنية (حبيب عمري ) و كان أداءه ميالاً الى طريقة حسين شندي – فرفور و التي لم يستطع الفكاك منها رغم اكتسابه الخبرة الكافية التي من شأنها تسهيل أمر اتخاذه سبيله الخاص و تشكيل شخصيته الفنية المستقلة . مكارم بشير… لازالت تمثل الخلقة الأضعف في حلقات هذا الموسم ، و فشلت مرة اخرى هذا المساء في تقديم ما يشفع لها و يبرر وجودها لموسمين متتاليين و كان أداءها في أغنية ( أوراق الخريف ) هو بمثابة الورطة التي لم تستطع تجاوزها . ملاذ غازي … غنت لمحمد مرغني من كلمات محمد عبدالقادر أبوشورة و ألحان السني الضوي – عاطفة و حنان يا ناس و استطاعت إعطاء مكارم و بقية الشباب درساً مجانياً في احترام اعمال الرواد و ابانت لهم الفرق بين من يصقل الفن بالدراسة و الاتجاه نحو الاحترافية بخطى ثابتة و بين من يكتفي بترديد الغناء في الرحلات و بيوت الافراح و تعمي عيناه كثرة العدادات . حلقة هذا المساء كان ختامها بحديث مقتضب عّن احد أعظم العوادين و الملحنين في تاريخ فن الغناء الحديث ، الموسيقار الكبير برعي محمد دفع الله . عاصم البنّا .. غنى من ألحان برعي رائعة عبدالعزيز محمد داووود ( همسات في ضمير الغيب ) .و هي من كلمات الشاعر المصري محمد علي احمد عاصم البنّا الذي شغل نفسه كثيراً بالمضي في طريق حسين شندي حذو الحافر ليتحول الى رجل علاقات عامة و يكتفي بتواجده الدائم دون ان يتطور او يقدم ما يتناسب مع حضوره الدائم ، كان اداءً عاصم البنّا لا يختلف كثيراً عّن اداء اضعف المبتدئين مستوىً . و لم استطع بلع او استيعاب ثناء السر قدور عليه عقب لعبه بكلمات الاغنية و تلاعبه بمعانيها . زرياب برعي قام بتقديم وصلة صولو بالكمنجة لم يستطع السير في طريق والده – ربما لان زرياب حيي بطبعه و قنوع بوظيفة عازف الكمنجة .