البسمة لا تفارق محياه ، يبث العلم بدارجية سودانية بسيطة وسهل ممتنع ، لا تجد مشقة في استيعاب عباراته ، يطلبه الناس في الفتوى والدروس والمحاضرات ، يتميز عن غيره من الدعاة بالاهتمام بوسائل الإعلام المختلفة ، إذ يعتبرها منبراً عالمياً مفتوحاً لتبليغ الدعوة إلى الله ، (خير أمة) التقت به وهنأته بشهر رمضان ودردشنا معه حول رمضان في السودان وبعض مسائل الصائمين . *شيخنا محمد أحمد حسن رمضان مبارك* أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للصيام والقيام وأن يتقبل منا ومنكم جميعاً ، وكل عام وأنتم بخير . *نريد من فضيلتك تقديم بعض النصائح للصائمين* النصائح كثيرة ؛ لكن نتحدث عن الصيام والسفر ، وهناك الكثير من الأخطاء في صيام المسافرين ، والعلماء قالوا : يرخص للمسافر أن يفطر في رمضان ، وهو مخير بين الصيام والإفطار ، وبعض العلماء قال بأن الصيام في السفر أفضل من الإفطار ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان في سفر في رمضان ، بعض الصحابة كان صائم والبعض الآخر أفطر ، ولم يعاتب الصائمين ولم يلوم الفاطرين ، لجواز الحالتين . *إذن متى يفطر الصائم المسافر ؟* لا يفطر إلا بعد أن يشرع في السفر فعلاً وأن يتحقق السفر ، بمعنى أن يصبح يوم سفره صائماً وإذا تحقق السفر فإنه يمكن أن يفطر ، والأفضل أن يتم الصيام ، أما إذا أفطر فعليه قضاء اليوم فقط . *ما الأخطاء التي يقع فيها الصائم المسافر ؟* كثيرة منها مثلاً أن يكون المسلم مسافر يوم غدٍ ، فيذهب اليوم ويحجز التذكرة ، وزمن السفر الساعة السابعة صباحاً ، والخطأ هنا أن يصبح المسافر مفطراً وهو لم يشرع في السفر بعد ، وفي هذه الحالة عليه القضاء والكفارة لأنه تعمد الإفطار في نهار رمضان ، ولم يشرع في السفر بعد ، إذ يمكن أن يتأجل السفر أو تلغى الرحلة ! ، لذلك إذا لم يتحقق ويتأكد السفر فلا يفطر من أراد أن يفطر في السفر . *مشهود لفضيلتك حلقات الفتوى بعدد من المساجد ووسائل الإعلام المختلفة ، ما أكثر الأسئلة تكراراً من الصائمين ؟* سؤال متكرر جداً يقول صحيت من النوم ولقيت نفسي عطشان وشربت موية ، وفتحت الشباك لقيت الشمس شرقت أو سمعت صلاة الفجر . وأقول للجميع قبل أن تشرب أو تأكل في السحور راجع نفسك وراجع الإمساكية وتأكد من الوقت بالنظر للساعة ، وهذا ينبغي أن يكون قبل الشرب أو الأكل ، لكن أن تشرب أو تأكل ثم تأتي وتتأكد فهذا إهمال وعدم اهتمام ، فإذا كان المسلم حريصاً على موعد سفره وعمله فيجب أن يكون حريصاً على أمور دينه والعناية بها . *عند الإفطار ، كثير من الصائمين يفطر بسماع الآذان عبر الإذاعات أو الفضائيات ماذا تقول ؟* الإذاعات والتلفزيونات كثيرة ، والسودان وحده شاسع وواسع وتتفاوت أوقات الإفطار ، فالفرق في الزمن والتوقيت بين الخرطوم ونيالا أكثر من ساعة ، وعلى المسلم اقتناء الإمساكية وتعاهدها والعمل بما ورد فيها من ضبط زمن الإمساك والإفطار ، مع مراعاة فروق الوقت . *بعد الإفطار البعض يتحدث عن صعوبة الصوم كأن يقول : اليوم الصوم كان صعب وشاق وعطشنا ووو وهكذا ؟* هذا من قبيل الشكيِّة ، والشكية لغير الله مذلة ، وعلى المسلم أن يحتسب صيامه وجوعه وعطشه لله ، وأن ينظر لعظم الأجر والثواب ، فالثمن الجنة والنعيم المقيم ، فلا بد من المشقة والامتحان حتى يميز الله المؤمنين ، قال تعالى : (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) سورة العنكبوت . وشهر رمضان سمي بشهر الصبر ، والصبر هو حبس النفس على ما تكره ابتغاء مرضاة الله عز وجل ، والشكيِّة من الصيام والزول البشكي للناس أنا تعبت وأن عطشت ، فمثل هذه الأفعال تنافي روح الصوم وتقلل من الثواب . *رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين والتمباك ، ماذا تقول ؟* فعلاً رمضان موسم وفرصة للإقلاع لك من يتعاطي التمباك والشيشة والدخان ، مع العلم بأن العلماء والمختصين أفتوا بتحريمها والأطباء أكدوا ضررها ، ونقول لهؤلاء : اجتهد خلال شهر رمضان أن لا تتناول هذه المكيفات وبالتي يتعود جسمك على فراقها وهذا أدعى لأن تتركها وتقلع عنها بعد رمضان ، مع تأكيد العزيمة والرغبة الأكيدة . *أبرز ما يميز رمضان في السودان ؟* الحمد لله السودانيين ما زالوا يحتفظوا بقيمة وخلق الكرم ، وهذا مفقود في كثير من دول العالم ، وتجد التعاطف والتكاتف والإفطار في الشوارع والساحات وبرنامج إفطار الصائم ورعاية الأيتام والأرامل وتوزيع كيس الصائم للفقراء وكلها من باب التكاتف والتراحم ويترتب عليها ثواب وأجر عظيم بإذن الله ، وأشجع الخيرين والمنفقين على بذل أموالهم وإنفاقها في شهر الإنفاق . البعض ليس لديه عذر وتجده يفطر في نهار رمضان ؟ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” قواعد الدين ثلاث عليهن أسس الإسلام ، من ترك واحدةً منهن صار كافراً مرتداً ، شهادة أن لا إله إلا الله ، والصلوات المكتوبة ، وصوم رمضان ” قال الإمام الحافظ الذهبي : مقرر عند العلماء أن من ترك صوم رمضان من غير عذر ولا مرض فهو شر من الزاني وشر من مدمن الخمر ويظنون به الزندقة والإنحلال ، وأقول لكل مسلم ليس لديه عذر شرعي يمنعه من الصيام ، لماذا لا تصوم ؟ ألست مؤمناً بالجنة والنار ؟ راجع نفسك وإيمانك وإسلامك . بعض الصائمين يقضوا نهارهم في متابعة النكت . رمضان شهر جد واجتهاد ، والنكت لا تليق بشهر رمضان ، وعلى المسلم أن يهتم بقراءة القرآن والاستماع إليه وقضاء نهاره فيما يفيد وينفع . دردش معه : عمر عبد السيد