*إنها دعاية مجانية للتلفزيون ما كان يحلم بها.. *فقد ظهر إلى السطح مرة أخرى بعد أن طال مكثه في جبة غياهب النسيان.. *ولولا غياب نشرة أخبار العاشرة لما انتبه الناس لأمره.. *فهم أصلاً لا يشاهدونه…..دعك من متابعة نشرات أخباره المملة.. *ولا يتذكرونه إلا عندما يشذ في خطأ ما حد المبالغة.. *وكمثال على ذلك استضافة إحدى مذيعاته خبير ال(بي بي سي) الإعلامي.. *فقد طفقت تهذي طوال فترة اللقاء بكلام (خارم بارم).. *ولم تترك للخبير زورقي فرصة للكلام المفيد…جراء كثرة كلامها البليد.. *بل واقحمت مفردات إنجليزية في غير محلها…تفلسفاً.. *ولطالما نصحنا مدير الهيئة- الزبير- بالعمل على أن يعيده سيرته الأولى.. *وأولى هذه النصائح أن يُخرجه قليلاً من دائرة الحكومة.. *فقد ولى الزمان الذي يمثل فيه التلفزيون بوق دعاية غبي لسلطة شمولية.. *وما ذاك إلا لسبب بسيط…….أنه لم يعد الأوحد.. *ومن ثم فما من أحد (مجبور) على مشاهدة شاشة لا تطل عبرها إلا وجوه حكومية.. *وجوه كئيبة…..تقول كلاماً كثيراً أشد كآبة.. *والمواطن أصلاً لا يريد مسؤولاً يقول له: سنفعل…وسنعمل…وسنسوي.. *فهذا (شغله) الذي اٌختير من أجله…ويأخذ عليه أجراً.. *وفوق الأجر مخصصات…وامتيازات…ونثريات…وفارهات…وسفريات.. *فإن فعل و(لا كتر خيره)…..وإن لم يفعل حُوسب.. *أليس هذا ما يحدث في بلاد العالم المتطور كافة….ومنها إسرائيل؟!.. *إذن فلا داعي لحشو زمن التلفزيون بكلام المسؤولين.. *فهو يُنفِّر منه حتى منسوبي السلطة أنفسهم…فيهربون إلى فضائيات (جاذبة).. *وثاني النصائح أن يحد من (عسم) نشرات الأخبار.. *وبالذات عرض العاشرة الإخباري الذي شكل غيابه (خبراً) مهماً عن التلفزيون.. *فلا يُعقل أن يتدرج بأخبار المسؤولين؛ من قمة الهرم إلى أسفله.. *والغرض منذ لك (إرضاء) الجميع…وما أكثرهم.. *حتى من لم يفعل منهم شيئاً سوى أن قام وقعد تبرز النشرة قيامه وقعوده هذين.. *وفي زمان الزبير يصير افتتاح مدرسة (خبرا).. *بل وحتى تدشين (سبيل)…كما فعل أحد الولاة.. *وثالث النصائح أن يبعد عن نشرات الأخبار مذيعات يزدنها خبالاً على خبال.. *فهن يتكلفن…ويتصنعن…و(يتعولقن)…ويأكلن الأحرف.. *يأكلن الحروف…والخبر…وأعصاب المشاهد…وتاريخ التلفزيون الإخباري.. *فالتلفزيون كانت له نشرات أخبار مهيبة في الماضي.. *وقبل فترة تمنى قارئ أن لو تُدرج هذه النشرات في برنامج (من الماضي).. *وذلك من شدة سخطه على نشرات زماننا هذا…ومذيعاتها.. *ولكن الزبير- شأنه شأن مسؤولي هذه الأيام- (جلده تخين)…ولن يبالي بالنصح.. *ولن نخسر نحن؛ وإنما الحكومة وتلفزيونها و….(زبيرها).. *فهو تلفزيون برامجه بمذاق (طعام مشافي الحكومة).. *وتزيدها (مساخةً) مذيعات النشرة !!! صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة