كشفت دراسة جديدة، أن قردة المكاك طويلة الذيل تتبع عادات صحية صارمة فيما يتعلق بنظافة الأسنان. وتستخدم القرود مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة لتنظيف بقايا الطعام عن أسنانها، بما في ذلك ريش الطيور، وألياف جوز الهند والحشائش، وحتى خيط النايلون. وبينت الدراسة التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن قردة المكاك تستخدم أدوات وتقنيات مختلفة لتنظيف طعامها أو الوصول إليه، مثل: تحطيم جوز الهند على الأسطح الصلبة واستخدام أوراق الشجر لتنظيف الطعام. وتضمنت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “بريماتس” للأبحاث، مراقبة السلوكيات التي تُظهرها قردة المكاك طويلة الذيل على جزيرة “نيكوبار الكبرى” بالهند. ولا توجد هذه الأنواع من المكاك إلا على ثلاث جزر في المحيط الهندي. وراقب الباحثون بمركز “سالم علي” لعلم الطيور والتاريخ الطبيعي في “كويمباتور” الهندية، 20 حيواناً من قردة المكاك في قرية ساحلية على نيكوبار. ووجدوا أنها تفضل الأغذية اللزجة والمشعرة والشائكة، وأن هذه القردة تستخدم حلولاً مبتكرة، مثل: إزالة الطبقة اللزجة بغسل الثمار في البرك، أو لف الثمرة الشائكة بالأوراق وفركها للتخلص من قشرتها. كما اكتشف العلماء أن القردة تغلف أنواعاً محددة من الأطعمة بأوراق الشجر لمساعدتها على الإمساك بها، وتستخدم -أيضاً- القمامة المتاحة، مثل: البلاستيك أو القماش لتنظيف الأطعمة. وتتغذى قردة المكاك -أيضاً- على جوز الهند، وتزيل القشرة باستخدام أسنانها، وعندما تكون الثمرة ناضجة وصلبة، تقوم بضربها على سطح صلب حتى تنكسر. وتتمتع القردة بالذكاء الكافي للعثور على الأطعمة التي يصعب الوصول اليها، فقد شوهدت وهي تضرب الشجيرات للوصول إلى الحشرات المختبئة، واصطياد تلك التي تطير أو تسقط على الأرض. وهذه ليست المرة الأولى التي يوثّق فيها الباحثون استخدام القردة ل خيط الأسنان، ففي عام 2009، أفادت التقارير بأن 100 من مجموعة من 250 مكاكاً، طويل الذيل، ممن تعيش في أطلال المعبد في لوبوري بشمال بانكوك عاصمة تايلاند، استخدمت شعر البشر كخيط الأسنان. كما رُصدت قردة المكاك اليابانية تستخدم فراءها كخيط. وختامًا أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تكشف مدى ذكاء قردة المكاك الحسي؛ الذي يساعدها على تطوير مثل هذه الحلول المبتكرة.
