ويأتى إعتقال الشيخ موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد الضاربة الجذور فى عروبتها (لسانا و جينات و عقيدة) ردا حاسما لمن يروجون للفتن و ضرب الوحدة الوطنية حين يزعمون أن النزاع فى دارفور بين (العرب و الزرقة) و ان الحكومة تدعم القبائل إلعربية .. ياتى إعتقال زعيم المحاميد بعد سيرته الباذخة فى محاربة الخارجين على سلطان الدولة و ضرب الأصابع الأجنبية التى أرادت ات تستثمر فى فتنة دارفور إن لم تكن هى من صنعتها .. (ياتى اعتقاله الآن حين فعل فعل من كان يحاربهم بالأمس) .. يأتى إعتقاله بسبب تمرده و عصيانه و خروجه على سلطان الدولة بل و تواصله مع ذات الدول التى قاتلها البارحة و إعلانه دولة داخل الدولة تأوى كل خارج عليها و متواصلا مع كل عدو لها .. (اعتقاله رسالة واضحة ان الولاء السابق لن يشفع لصاحبه بتجاوز القانون مهما كان وزنه و عطاؤه) .. يأتى اعتقاله بعد تورطه و عناصره فى الحرب ضد الدولة و قتله غيلة و غدرا لمن كلفتهم الدولة بمهمة جمع السلاح .. (ردا حاسما ان الأمن و هيبة الدولة خطوط حمراء لا يسمح بالاقتراب منها ناهيك عن تجاوزها او إذدرائها) .. ما ضره لو استجاب لنداء الدولة بجمع السلاح و هو الزعيم المهاب و المطاع و المجاب فى قومه .. ليته لو كان هو المبادر بالدعوة لجمع السلاح قياما بواجبه الدينى و الإدارى و الاخلاقى خاصة انه من أكثر الناس إلماما بما فعله السلاح من الموت سمبلة و البغى و العدوان على النساء و الأطفال الذين يتضرعون لله بكرة و عشية (ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصيرا) .. كيف يرفض جمع سلاح يموت بسببه المئات لأجل بضع بقرات .. أى دين يقر هذا و اى زعامة تسمح بذلك .. اين السمع و الطاعة للدولة التى أعطته ما لم تعط أحدا غيره من الزعماء و شيوخ القبائل .. سلاحا و مالا و حماية و تفويضا حتى انتفش و ظن أنه ندا لها او اكبر منها فأطلق للسانه العنان يشتم هذا و يقذف ذاك و يتوعد أولئك ب(بذاءات و وقاحة يعف عنها عامة الناس و يتحرج منها الرجرجة و الدهماء) .. ما ضره لو أستمع لنصح الناصحين من قيادات الدولة و رموز المجتمع والادارات الاهلية و هم ثقة و عدول .. و قد سعوا اليه ناصحين و صادقين .. ما ضره إلا اؤلئك الحلقامة الذين يتوددون لمصالحهم الدنيئة بتاريخه الوضئ .. ثم خنسوا عنه يوم جد الجد بمثل ما فعلها الشيطان حين قال للإنسان أكفر .. فلما كفر قال إنى برئ منك إنى أخاف الله رب العالمين .. خنسوا عنه بمثل ما خنسوا عن داوود يحى بولاد الحافظ لكتاب الله و إبن الحركة الإسلامية و أحد رموزها الشواهر .. حتى كانت نهايته بتلك الصورة المأساوية .. ثم أعادوا إنتاج فعلتهم مع ابن الحركة الإسلامية و أمير مجاهديها الدكتور خليل ابراهيم .. غفر الله لهما .. حتى الشيخ الترابي (رحمه الله) عراب الحركة الإسلامية و بانيها و عمودها الفقرى لم يسلم من الهمازين و الشانئين و المشائين بالفتن حتى أوغرو صدره تجاه بعض إخوانه و أبنائه الخلص بمثل ما اوغروا صدورهم نحوه فكانت الفتنة التى عصفت بنا و بحركتنا الإسلامية و لا تزال من شرذمة الانتهازيين و المنافقين الذين لم يسلم منهم حتى مجتمع المدينة على صاحبها افضل الصلاة و السلام .. اؤلئك الذين توعدهم الله بقوله (إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق) .. حسنا فعل الاخ الرئيس بالغائه للمؤتمر الصحفى لقوات الدعم السريع و الذى كان سيكون مؤتمرا للشماتة و فش الغبينة و دلق المرارات .. خاصة ما صدر من الفريق حميدتى من كلمات جارحات بحق شيخ موسى حين وصفه بأنه (تم القبض عليه بمثل ما تم القبض على القذافى) .. (الآن مرمى فى الزنزانة) .. هذا الكلام لا يليق بك اخى حميتى و لا يشبه شيخ موسى .. حسنا فعل الاخ الرئيس حين أخرجه من السجن الحربى و وجه بوضعه تحت الإقامة الجبرية بمنزله .. احتراما لرمزيته و تاريخه و دوره المشهود فى تثبيت هذه الدولة .. فالوفاء من شيم الرجال و قيم الدين الخالدة .. سيذكر الناس لشيخ موسى هلال تلك المجاهدات القوية لتثبيت الركن الغربى لهذه الدولة و ان شابتها بعض التفلتات من بعض تابعيه من قوات حرس الحدود .. تلك التفلتات التى تم تضخيمها و تفخيخها لتنفجر فى وجه الوطن و رئيسنا و قياداتنا بفرية و افتراءات محكمة لاهاي الإجرامية .. و التى لا نزال نعانى منها .. غدا يتم تقديم شيخ موسى لمحكمة عسكرية .. و أيا كان الحكم فإن للرجل أياد بيضاء على الوطن و مواطنيه توجب العفو عنه و تجاوز ما صدر منه من فعل او قول .. و لنا فى رسول الله صل الله عليه و سلم أسوة حسنة يوم فتح مكة و اكرامه لكبيرها (ابوسفيان) رغم تاريخه القمئ .. كذلك لنا فى كرام اخوتنا المجاهدين (مجوعة ود إبراهيم) و محاولتهم الانقلابية سابقة تحفظ للرجال تاريخهم الناصع و جهادهم الخالص و تثمن عطاءهم و تغفر اخطاءهم .. بمثل ما لنا من سابقة فى إصلاح النفوس و ردها لجادة الطريق لبعض كرام شباب اخوتنا المجاهدين فيما يعرف ب(خلية الدندر) حين تصدى للأفكار المنحرفة التى اعتنقوها خيرة علمائنا الأجلاء بقيادة الرمز الأشهر الدكتور عصام البشير حتى اخرجوهم من تلك الأفكار المنحرفة و ردوهم لدين الوسطية الذى لا يقبل الغلو و يرفض التنطع .. الآن ياتى دورهم تجاه شيخ موسى هلال اكراما لرمزيته و عرفانا لجلائل مجاهداته و تفويتا للفرصة على المتربصين بنا و بديننا و بوطننا الدوائر .. و لشيخ موسى نقول .. غفر الله لك .. لم فعلت ذلك .. لقد جئت شيئا فريا و فعلت فعلا غبيا .. و ركبتك شياطين الإنس و الجن حتى باعوك دنياك بآخرتك .. لقد خنت الثقة و ضيعت العهد فاتق الله و لا تأخذك العزة بالإثم و استغفر لذنبك من دماء سفكت و أرواح ازهقت و أموال سلبت و أعراض انتهكت و أنفس روعت .. لقد كان فضل الله عليك عظيما .. و ثقة الإنقاذ فيك كبيرة .. لكنك خنت العهد و ضيعت الأمانة و أخطأت خطأ قاتلا .. تب الى الله فإن خير الخطائين التوابون .. تب الى الله قبل ان يتغنى المغنواتى بلغة الراندوك (حليل موسى يا حليل موسى) و لطالما ابكتنا و نحن صغار .. و حين شببنا عرفنا انه كان فى غابر الزمان موسيان .. اما أحدهما فكافر و اما الآخر فمؤمن .. فموسى الذى رباه جبريل كافر .. و موسى الذى رباه فرعون مؤمن .. فأى الموسيين تكون .. اخى الرئيس المجاهد .. شكر الله لك توجيهاتك الكريمة بحق شيخ موسى و (يا ها المحرية فيك) .. و شكرنا الأكبر لك يوم عفوك عنه اكراما لشيبته و (إن الله ليستحى ان يعذب ذى شيبة) و لله المثل الأعلى .. احتراما لتاريخ الرجل و درءا لفتنة تتخلق الآن .. و حتى لا يقال (إن الثورة تأكل بنيها) .. و لقد عهدناك بحرا من المكارم و المروءات .. تعرف اقدار الرجال و تتجاوز عنهم و تنزلهم المنزل الذى يليق بك قبل ان يليق بهم ..