لا تَبتَئِس فالبئرُ يومٌ واحِدٌ – وغداً تُأمّركَ الرياحُ على القُرَى إخلعْ سَوادَكَ .. في المدينة نسوةٌ – قَطّعنَ أيديهنّ عنكَ تَصَبُّرَا قُمْ .. صَلّ نَافلة الوصولِ تحيّةً -للخارجينَ الآن مِنْ صَمتِ الثّرَى واكْشِف لِأخوتِكَ الطريقَ لِيَدخُلُوا -مِنْ ألفِ بابٍ إِنْ أَرادُوا خَيْبَرَا «محمد عبد الباري « * الذين أسرعوا في الثرثرة لحظة انتصار قصير ، ملأوا أوراقهم حد الإسراف بالحروف الباهتة ، أشعلوا الطرقات بالهتاف الزائف ، وأعلنوا حرية جديدة ، لم يستطيعوا إخفاء نظراتهم الفاضحة ، ولا إجهاض ضحكاتهم الصاخبة ، كل الجدران كانت تحمل توقيع ذات المداد الملوث ، ونشاذ الحانهم قتل سحر الموسيقى … *أولئك القادرون على التماهي مع كل وسط ، البارعون في الذوبان حتى تحت درجات الحرارة الصفرية ، يتشكلون كما شاء الاناء الذي يحتويهم بكل يسر ، يخضعون لكل القوانين حتى القاصرة لأجل مصالحهم الذاتية ، الممتلئون بشراب الخبث والقذارة ، من نثروا على الأرض بذرة النفاق ، ولم يبخلوا عليها بقطرات ماء الحياة ، لتستطيل حتى تحجب رؤيتنا وتسلبنا نعمة البصيرة … *الحياة ميزان لا يحتمل ان نفقد إحدى كفتيه ، لا يمكن للعدالة ان ترتجل الرضا أن لم تكن تشعر به ، لا يمكن أن ندس بين أيديها ما يجعلها ترضخ لهمس التضليل ، لا يمكن أن ننسى الوجوه التي أهدتنا عهدا من الفرح لمجرد أنها لم تعد تسلك ذات الطريق القديم ، فلكل منا مقعد في الحياة يشعره بالارتباط والانتماء ، ولحنا يهدد به ما تبعثر من مشاهده الفريدة ، يقول الدكتور أبراهيم الفقي : هناك أوقات نشعر فيها أنها النهاية ثم نكتشف أنها البداية ،و هناك أبواب نشعر بأنها مغلقة ثم نكتشف أنها المدخل الحقيقي …