(1) في الأخبار التي خلقت ردود أفعال عالمية كبيرة وأحدثت حراكاً اجتماعياً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الخبر: (أعلن الفرنسي زين الدين زيدان، استقالته رسمياً من تدريب ريال مدريد، وذلك خلال المؤتمر الصحفي المفاجئ الذي عقده أمس، رفقة رئيس النادي الإسباني، فلورنتينو بيريز. وأبلغ بيريز، الحضور في بداية المؤتمر، أن زيدان أبلغه بقرار الاستقالة، أمس الأول، على نحو غير متوقع، وترك الحديث لزيدان، الذي أعلن استقالته من تدريب الملكي، بعد حصد 3 ألقاب لدوري الأبطال على التوالي، وذلك رغبة منه، في أخذ قسط من الراحة، بعد 3 مواسم شاقة مع الفريق. وقال بيريز، إنه حزين للغاية بسبب قرار زيدان، الذي كان يفضله كلاعب، كما يفضله كمدرب، ولكنه اضطر للموافقة على طلب زيزو، مضيفاً «طالما أن زيدان يحتاج للراحة، فالنادي سيحقق له ذلك وسيدعمه في قراره». وأشاد زيدان، بالفترة التي قضاها مع النادي الملكي، الذي منحه كل شيء، لكن الفريق بحاجة للتغيير، لاستمرار النجاح). فعلها زيدان وتقدم باستقالته بعد ساعات قليلة من تحقيقه للقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، حيث حقق زيدان اللقب الثالث على التوالي لدوري أبطال أوروبا ليحقق اللقب القاري في كل موسم أشرف فيه على ريال مدريد كإنجاز لم يسبقه عليه أحد في العالم.. (2) ملخص حديث زيدان في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن استقالته يتمحور في هذه النقاط : لقد اتخذت قرار عدم الاستمرار في ريال مدريد خلال الموسم المقبل. أعلم أن القرار غير متوقع ولكن ريال مدريد يحتاج إلى تغيير حتى يستمر في النجاح. ريال مدريد أعطاني كل شيء لأكون قريباً من هذا النادي طول حياتي. بعد هذه السنوات الثلاث أعتقد أن مغادرة ريال مدريد هي القرار الصحيح. أريد أن أشكر الجماهير وكل من عمل معي في قيادة الفريق للتتويج بالبطولات. لن أدرب أي فريق في الموسم القادم ولن أنظر إلى أي عرض قادم. (3) السياسيون في السودان وفي العالم على جه عام، ليتهم يتعلمون من هذه الدروس التي يقدمها لهم الرياضيون يوماً بعد الآخر. زيدان حقق ما لم يسبقه عليه أحد في الرياضة مدرباً وأعلن استقالته في توقيت يتحدث فيه العالم كله عن إنجازاته وضحى بكل مخصصاته وامتيازاته إذ يعتبر الأعلى دخلاً في العالم إلى جانب ميسي ورونالدو ونيمار، مع ذلك تخلى عن كل هذه الامتيازات، لأنه يرى أن فريقه ريال مدريد يحتاج إلى التغيير وهذا أمر حدده زيدان بنفسه دون أن يتعرض لضغوط من أحد. زيدان اعتزل كرة القدم وهو لاعب وهو في قمة مجده وبعد أن فاز بجائزة أفضل لاعب في كأس العالم 2002 قرر الاعتزال بعد فوزه بالجائزة. وها هو كمدرب وبعد أن حقق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي يعلن استقالته من تدريب ريال مدريد. هل يوجد سياسي واحد في العالم يمكن أن يقوم بما قام به زين الدين زيدان. الذين ينظرون إلى كرة القدم أنها (لعبة) وركل وجري لا يفهمون الدروس والقيم والمعاني الكبيرة التي تقدمها كرة القدم. (4) في السودان يظل السياسي قابعاً على كرسيه إلى أن يشل ويصل إلى أرذل العمر لينتقل من (الكرسي) إلى (القبر). لا توجد منطقة وسطى بين الكرسي والقبر في السودان. الصادق المهدي ظل يعلن من حين لآخر عن تخليه عن رئاسة حزبه دون أن نرى خطوة عملية واحدة تشير لذلك. وعلي الحاج يريد أن يحتفظ بكرسيه إن كان هو في الحكومة أو كان في المعارضة – يهمه الكرسي في المقام الأول. وغازي صلاح الدين بدون (كرسي) يصبح لا قوة له ولا حول. ومبارك الفاضل ظل يتنقل من المعارضة إلى الحكومة وبالعكس دون أن يرمش له جفن. وهكذا دواليك ، حيث أصبحت بعض الوزارات في السلطة الآن حكراً لبعض الوزراء وبقت الكثير من الكراسي حصرية على بعض الأسماء في الحكومة الآن. حتى كراسي المعارضة تظل محفوظة لأسماء محددة. (5) زيدان تقدم باستقالته بعد نجاحات لم يسبقه عليها أحد في مجال التدريب، فهل نعشم هنا باستقالة واحدة لمسؤول سوداني بعد سلسلة من فشله المتواصل. يتخلى المسؤول عن (كرسيه) في السودان بإحدى طريقتين، إما الإقالة وإما الموت. لعلم السياسيين في السودان – زيدان الذي استقال أمس خاض مع ريال مدريد كمدير فني 149 مباراة في 3 مواسم كسب 104 مباريات. حقق دوري أبطال أوروبا 3 مرات. كأس العالم للأندية مرتين. كأس السوبر الأوروبي مرتين. الدوري الإسباني مرة. السوبر الإسباني مرة. هذه الإنجازات لو (كتبها) فقط مسؤول سوداني ونسبها لصحابها يمكن أن يمكث المسؤول السوداني بفضلها على الكرسي 30 سنة. (6) الحكومة تنتظر (الشعب) أن يقدم استقالته من (المواطنة). محمد عبدالماجد