* ربما لم تتجرأ يوما على سؤال نفسك ، وانت تفحص ملامحك أمام المرآة كعادتك ،هل أعاني الاكتئاب ؟ قد يبدو سؤالا غير متوقع في تلك اللحظة ، لدرجة أنك قد تخشى ان تجيبك نفسك بنعم ، والحقيقة أن « نعم « هي الاجابة الحقيقية في معظم الوقت ، لكننا كثيرا ما نلجأ الى الافتراضية ، وبصورة سريعة ومربكة ليصبح الرد «لا «، مع كامل وعينا بأننا مخطئون ، وفي هذه اللحظة تحديدا يبدأ الاكتئاب بالتمدد بداخلنا كالأخطبوط .. * نحتاج ان نطرح على أنفسنا أحيانا بضعة أسئلة لنتعرف عليها ، لأنه في الوقت الذي قد تظن فيه نفسك ممسكا بزمام الصحة والعافية ، تتسرب إلى داخلك الكثير من الامراض غير المرئية ، تبدأ بتهشيمك من الداخل ببطء ، ثم تعصف بك حين غفلة في مهب الأوجاع التي لا تهدأ .. * قد نشعر احيانا بالضجر ، السخط ، عدم الاكتراث ،البكاء ، الفراغ ، انحسار المرح ، والأحلام ، ربما نتمنى مغادرة الحياة احيانا ، الكثير من الصور الباهتة التي تحاصرنا ، تكبل تفكيرنا ، تهدم اسوارنا الملونة ، تهدينا عشوائية الزمان والمكان ، تسكبنا كشراب سام في كؤوس اقدارنا ، كعصفور فقد جناحيه بينما كان يحاول التحليق إلى مكان أكثر رحابة ، او ربما هو كما قالت الكاتبة إليف شفق : يحدث أن يكون الاكتئاب فرصة ذهبية أعطتها الحياة لنا لنواصل التقدم في أمور تعني الكثير لقلوبنا، إلا أنها جراء تسرعنا أو إهمالنا، قد أزيحت تحت السجادة، أُخفيت فنُسيت .. *قصاصة أخيرة كن قريبا من نفسك