نشطت السلطات في الآونة الأخيرة في توقيف من تحوم حولهم شبهات فساد، ضمن الحملة الحكومية لاصطياد المفسدين الذين يُطلق عليهم الرئيس عمر البشير وصف (القطط السمان). ومؤخراً قامت السلطات باعتقال أربعة أشخاص في إطار الحملة على الفساد وملاحقة المفسدين، وكان معظم من وقع بحقهم الاعتقال من فئة الشباب المنتمين للحركة الإسلامية ونشطوا في مكاتبها التنظيمية. 120 مليون دولار طبقاً لما ورد في صحف يوم أمس (السبت) عن الأموال والممتلكات التي تخص ضابط أمن متقاعد، فقد أبلغ مصدر أمني مطلع (الصيحة) عن ضبط 120 مليون دولار بمنزل الضابط نفسه، كانت مخزنة داخل منزله، وقال المصدر إن الضابط المتقاعد برر امتلاكه لهذا المبلغ بدعوى أنه يقوم بتسيير أعمال إدارته بالمؤسسة التي يعمل بها من هذا الاحتياط في أوقات الطوارئ. (سيدكو) قبل أكثر من (72) ساعة، أوقفت السلطات القيادي الإسلامي الشاب، المدير العام لشركة سيدكو سابقاً، عثمان أحمد حسن، وتتبع الشركة للحركة الإسلامية ومختصة في توريد أجهزة هواتف الثريا. ويملك عثمان حاليا شركة دواجن (ميكو). وبحسب مصدر تحدث ل (الصيحة) فإن عثمان متورط في صفقة شراء أسهم بنك الثروة الحيوانية. (السوباط) أوقفت السلطات أيضًا الناشط الإسلامي هشام حسن محمد أحمد علي المعروف بهشام السوباط، ويملك هشام شركة قولدن اسكوير مقرها بشارع النيل، وكان يعمل في شركة الكهرباء وتربطه علاقة قوية مع مدير مكاتب الرئيس السابق طه عثمان الحسين، ومع مدير الأمن السياسي السابق عبد الغفار الشريف، وبحسب مصادر تحدثت (للصيحة) فإن هشام السوباط لديه شراكة مع أسعد كرتي الذي اعتقل في أوقات سابقة قبل أن يتم إطلاق سراحه، عطفًا على تورّطه في شراء أسهم بنك الثروة الحيوانية التي لا تزال مثار جدل واسع. ابن الوالي في السياق ذاته، أبلغ مصدر عليم (الصيحة) أن السلطات اعتقلت نجل والي الجزيرة الأسبق الراحل إبراهيم عبيد الله (طارق). ولم تتوفر معلومات كافية عن أسباب اعتقال طارق إبراهيم. ويعد الراحل إبراهيم عبيد الله من أبرز قيادات الحركة الإسلامية التاريخية، وعمل والياً للجزيرة في أوقات سابقة. تضارب تضاربت المصادر حول استدعاء القيادي الإسلامي الشاب عبد العاطي هاشم الفكي، ويعتبر الرجل من المقربين للقيادي السابق بالمؤتمر الوطني أسامة عبد الله وخازن أسراره. قائمة طويلة تشير المصادر إلى أن السلطات وضعت قائمة طويلة بها عشرة أسماء ستكون تحت طائلة الاعتقال والتحري في غضون الأيام المقبلة، وربما تشمل القائمة أسماء رجال أعمال لهم صيت ذائع بينهم مدير أحد البنوك ، ورجل أعمال آخر ينتمي لأحد البيوتات الرأسمالية الكبيرة ،وكلاهما مُنع من السفر في أوقات سابقة. إطلاق سراح تزامناً مع قائمة الاعتقالات عاليه، أفرجت السلطات عن المعتقل بابكر الأمير الذي كان من أوائل المعتقلين في إطار حملة اصطياد القطط السمان. وسبق أن أفرجت السلطات عن الواثق الفاضل مدير محلات أبو الفاضل للأثاث، وكذلك أفرجت عن عبد الرؤوف ميرغني العضو المنتدب لشركة سكر كنانة. وترحج المصادر أن معظم المفرج عنهم قاموا بإبرام تسويات عبارة عن إعادة بعض الأموال التي كانت محل اتهامات وشبهات. خلف القضبان لا تزال المعتقلات والسجون تعج بعشرات الأسماء التي اعتقلت في إطار الحملة المكثفة التي تشنها السلطات على الفساد، ومن أبرز الذين يقبعون خلف القضبان وعلى مدى شهور، اللواء (م) عبد الغفار الشريف، إضافة للمدير العام السابق لبنك فيصل الإسلامي الباقر أحمد النوري ، ومدير استيراد السكر الحاج والوليد فايت، وآخرون اعتقلوا في أوقات متفاوتة. أسماء كبيرة شهدت الأيام الماضية أحداثاً متسارعة في ملف الفساد حيث دخلت أسماء بارزة قفص الاتهام، أبرزهم وزير المالية السابق بدر الدين محمود الذي تم التحري معه حول صفقة النفط الممولة من دولة قطر بمبلغ بلغ 120 مليون يورو. الجدير بالذكر أن محمود كان من أبرز المرشحين لمنصب محافظ بنك السودان المركزي خلفاً للراحل حازم عبد القادر. إضافة لمحمود، فقد تم التحري مع وكيل وزارة المالية السابق مصطفى حولي حول ذات الصفقة (صفقة قطر)، بينما تضاف للأسماء الكبيرة التي طرقت باب القفص اسم فضل محمد خير الذي رفعت عنه الحصانة خلال اليومين الماضيين وبدأت معه التحريات الفعلية فضل محمد خير، والذي يعتبر من الأسماء اللامعة في مجال المال والأعمال. الخرطوم: عبد الرؤوف طه
