السؤال شيخنا الفاضل: السلام عليكم ورحمة وبركاته نفعنا الله وإياكم بعلمه وجزاكم الله عنا خير الجزاء فضيلة الشيخ هل يحاسب ربنا على نية الذنب الذي لم يعمل؟ مثلاً نويت الزنا والعياذ بالله ولم أفعل ، أو نويت أن أسرق أو كذا فهل يحاسبنا ربنا جل في علاه على تلك الأفكار الشيطانية؟ السؤال الثاني: أقرب مسجد من منزلنا مسافة 5 دقائق بالأرجل ونصلي جماعة في المنزل أنا وأبي وأمي وأخواتي فهل تجزينا صلاة المنزل عن صلاة المسجد؟ الجواب الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد. فنية الذنب لا يحاسب عليها العبد، وقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم قوله "إن الله تعالى عفا لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم أو تعمل" وقال عليه الصلاة والسلام "إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك؛ فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة؛ فإن عملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة؛ فإن عملها كتبها الله سيئة واحدة" وعلى المسلم أن يجتهد في طرد الخواطر الشيطانية والأفكار السيئة، والاشتغال بدلاً من ذلك بذكر الله تعالى والتأمل في ملكوته. وعلى المسلم القادر أن يوقع الصلاة المكتوبة مع جماعة المسلمين في المسجد، وما ينبغي له الاكتفاء بصلاتها جماعة في المنزل؛ لأن ذلك يفضي إلى تعطيل بيوت الله تعالى عن رسالتها، وقد قال سبحانه {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة} وقال النبي صلى الله عليه وسلم "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعاً وعشرين درجة" والعلم عند الله تعالى. فتاوي الشيخ: عبدالحي يوسف
