حق للشعب ان يغضب ويتظاهر بسبب هذا التردى الاقتصادى ندرة وغلاءا" في أهم ضروراته من خبز ووقود وسيولة ودواء.. صحيح لا نريد تخريبا في المنشئآت بل نريد أن يعبر عن غضبه بطريقة متحضرة كما تفعل الشعوب الراقية ولكن في نفس الوقت يجب ألا تواجه الحكومة هذه المظاهرات التي هي حق كفله الدستور بتعسف واستخدام سيئ للقوة المفرطة كما فعلت من قبل.. غير معقول بعد ثلاثين عاما من الحكم المطلق أن يصبح اقتصادنا بهذا التردى والوضعية السيئة من زيادة في نسبة التضخم والفقر والبطالة وتدهور مستمر في العملة هذا غير الفساد الذى انتشر وتسبب فيه عدم الكفاءة وعدم المساءلة لانعدام الشفافية و بسبب الصرف البذخى خارج الموازنة لحكومات مركزية وولائية لا تجيد الإنجاز بل تصرف جل الموازنة العامة في غير موضعها ودون الأولويات الصحيحة لا توجهها نحو الإنتاج. الوضع الاقتصادى والمعيشى أصبح لا يطاق وكما كتبت قبل يومين لقد بلغت القلوب الحناجر ووصلت الروح الحلقوم والمواطن يريد أن يعرف على وجه الدقة ما هي حدود المسئولية السياسية والأخلاقية والوطنية لحزب المؤتمر الوطنى وحكومته بعد ثلاثون عاما من الحكم؟ نعم المواطن يريد أن يعرف أين ذهبت وانفقت أمواله ولماذا هذا التردى ومن المسئول عنه وفوق ذلك ما هي الضمانات لانجاح برنامج الحكومة والميزانية القادمة مثلما فشلت خطط اقتصادية ثلاثية وخماسية سابقة فقد سمع المواطن الكثير كل عام مضى عن وعود بانفراج اقتصادى قادم فيحدث العكس بل المزيد من التردى الاقتصادى والمزيد من الوعود وعبارات (السبن والسوف) والزعم بأن كل شيئ سيكون على مايرام!!.. بات الناس يتساءلون ما هو الحل لما هو حادث من تردى اقتصادى واحتقان سياسى وأقولها صريحة ولا خير فينا ان لم نقلها ولا خير فيهم ان لم يسمعوها : الحل هو حل سياسى بالدرجة الأولى وهو أن يتواضع النظام ويقبل بجمع أهل السودان ليس الأحزاب وحدها مؤيدة أو معارضة بل ممثلين حقيقيين لضمير هذا الشعب المغلوب على أمره في عملية حوار حقيقى وصادق ليس كالحوار السابق الذى فشل تماما ولم ينفذ رغم تكوين حكومتين لم تمثلا الشعب تمثيلا حقيقيا وصادقا.. حوار منتج لادارة وطن غنى بموارده ولكن حكوماته المتعاقبة خاصة هذه الحكومة الحالية فشلت فشلا ذريعا في إدارة البلاد واقتصاده.. حوار يكرس الثوابت الوطنية والقواسم المشتركة والحد الأدنى المطلوب للتوافق الوطنى تنشأ بموجبه حكومة قومية من الكفاءآت المقبولة للشعب ليديروا البلاد لفترة انتقالية تنجز ما هو مطلوب منها لوقف هذا التردى الاقتصادى وتتجاوز الاحتقان والانسداد السياسى عبر توجيه الموارد توجيها صحيحا فلا تستمر هذه الوضعية البائسة في معيشة المواطن الذى يمارس الصبر المهين ويضطر الى الثورة التي قد تقود الى عدم الاستقرار والفوضى كما حدث من قبل مرتين أو حاليا في بلاد أخرى.. هل نتقى الله في شعبنا؟ بقلم